لم تعد الهوايات في المملكة العربية السعودية مجرد نشاط جانبي لملء وقت الفراغ، بل تحولت إلى منظومة متكاملة تعكس رؤية جديدة للحياة المجتمعية. فمع تسارع خطوات «رؤية 2030»، يبرز قطاع الهوايات كأحد أعمدة برنامج جودة الحياة، ليسهم في بناء مجتمع حيوي ومبدع، ويوفر فرصًا اقتصادية واعدة، حيث بات الشغف الفردي يتحول إلى مصدر دخل ومجال مهني متنامٍ. نمو غير مسبوق التقرير السنوي لبرنامج جودة الحياة لعام 2024 كشف عن طفرة كبيرة في قطاع الهوايات، حيث تجاوز عدد الأندية المسجلة 1.832 ناديًا على مستوى المملكة، بزيادة سنوية بلغت 113%. هذا النمو اللافت عكس حالة التفاعل المجتمعي، إذ وجد أكثر من 78 ألف هاوٍ وهاوية فضاءً مشتركًا لممارسة شغفهم، سواء في الشطرنج والألعاب الذهنية أو في الفنون وصناعة الأفلام والرياضات المتنوعة. المظلة الجامعة وراء هذا التوسع تقف منصة «هاوي»، التي أطلقها مركز برنامج جودة الحياة لتكون نقطة انطلاق وتنسيق. فالمنصة لا تقتصر على تسجيل الأندية فقط، بل تنظم وتدير الفعاليات، وتجمع الهواة في إطار مؤسسي يتيح لهم فرص التدريب والتطوير. وخلال عام واحد فقط، أسهمت المنصة في تنظيم أكثر من 1.171 فعالية ومسابقة، بنسبة نمو 160% مقارنة بالعام السابق. من الشغف إلى الإبداع انعكاس هذا النشاط لم يقف عند حدود الترفيه، بل أخذ بعدًا اقتصاديًا متزايدًا. إذ تحولت بعض الهوايات إلى مشاريع صغيرة تدر دخلًا، فيما شكلت البطولات والفعاليات منظومة اقتصادية مصغرة تشمل الرعاية والتنظيم والإعلام. على سبيل المثال، جمعت بطولة الشطرنج أكثر من 100 لاعب، بينما شهدت بطولة البلوت مشاركة 120 فريقًا، ما يؤكد أن قطاع الهوايات بدأ يخلق قيمة اقتصادية مضافة. استثمار في المستقبل الرسالة الأبرز التي يحملها هذا الحراك أن الاستثمار في شغف الإنسان ليس ترفًا، بل هو ركيزة في بناء مجتمع متوازن واقتصاد مبتكر. فالهوايات باتت اليوم مصنعًا للمهارات، وجسرًا نحو ريادة الأعمال، وأحد محركات الاقتصاد الجديد الذي تسعى المملكة لتكريسه ضمن رؤيتها الطموحة. %113 نموا سنويا في عدد أندية الهواة المسجلة. 1.832 ناديًا للهواة في أنحاء المملكة. 78.991 هاويًا وهاوية ضمن مجتمع «هاوي». 1.171 فعالية ومسابقة في عام 2024 بنمو 160%. 218 مدينة ومحافظة تحتضن أندية متنوعة. «وجهك الهاوي» حملة توعوية جذبت 50 ألف عضو جديد. قطاع الهوايات