لا أؤمن بالحظ أبدًا؛ لأن النجاح عبارة عن انتهاز فرصة ذهبية بشكل جيد، والفرص يصنعها الفرد نفسه وليست صدفة، سبق أن تكلمت بإسهاب في مقال سابق عن صناعة الفرص، وقد يواجهني البعض «بأننا لم نختر حياتنا»، دعني أوضح الأمر. نعم لم نختر متى نولد، وفي أي بقعة من الأرض، وما هي بيئتنا، لكن هذا لا يصنف «حظ»، كل فرد له ظروف مختلفة ولا علاقة بالحظ في ذلك، لأن أي شخص -بغض النظر عن ظروفه وبيئته- إما أن ينجح أو يفشل، نعم هناك أمور تكون أسهل للبعض؛ ولكن أيضًا هناك ما هو صعب عليهم. لو حللت ما كنت تعتقد أنه حظ، ستجد صعوبة في تأصيله منطقيًا، لكن لو بحثت أكثر وأكثر ستتضح لك الأسباب، فالفرص المرغوبة تظهر لأنك تبحث عنها بكل شغف، نقاط التحول تتحقق لأنك كنت جاهزًا بعد تحضير استمر سنوات، التغيير الإيجابي يحدث لأنك لم تقبل بالحال السابق، واجتهدت في إعادة تشكيله، إذن أين ما يسمى بالحظ؟!. كون بعض الأفراد يجتهدون دون تركيز في تحليل ما يحدث لهم وحولهم؛ لا يعني ذلك أن ما يدعون أنه «حظ» صحيح، بالضبط، مثل الأطفال الذين يقلدون آباءهم في لعب لعبة ما، دون إعادة تفكير فينجحون. لو تعلم عزيزي القارئ أهمية قراءة الأحداث التي تحدث لك، وتحليل ظروفك وإمكانياتك، لوجدت أنك قادر أن تعيد تشكيل حياتك وفرصك ونقاط تحول كيفما تريد بالضبط، طبعًا مع وجود الشجاعة والجلد في العمل على ذلك. أخيرًا.. من يؤمن بالحظ شخص غير واعٍ لما يحدث حوله، ولم يدرك ذاته! هل ثمَّ مسافة بين الوعي والإدراك؟.. سؤال!.