لو قارنا الفن سابقًا بشكل عام والفن الحالي؛ نجد إسفافا، أعمالا فارغة المعنى، وأقصد هنا الأعمال العربية، ما الذي دعا أبناء هذا الوسط للتورط في هذا الانحطاط الفني، ومعاداة الإبداع الذي يفترض أن يبرزه الفن الحقيقي الذي هو – بالضرورة – ليس مأساويًا بالكامل ولا هزليًا تمامًا. إنه عبثي، سائل، مائع، حيث الناس يتلاشون كما تُمحى الكلمات من صفحة قديمة. السؤال يدعونا هنا لطرح أسئلة أخرى: هل يمكن أن نحمي ذواتنا من التلاشي وسط هذا الإسفاف من المنتج الفني العربي، وهل النقد أو التساؤل كافيان لمواجهته؟ هناك عاملان دفعا صناع الفن «الدراما والغناء» إلى هذا الانحدار: الأول هو غزارة الأعمال غير المدروسة، والعامل الآخر هو فئة الشباب (عقلية القوى الشرائية)، فالشباب ينجذبون لتجاوز الحدود، فأصبح الفن بشكل عام «منحط»، الأغنيات الهابطة أصبحت ظاهرة!، والمسلسلات والأفلام التجارية أصبحت سمة الأعمال الحالية. يجب أن نقف وقفة جادة تكفل لنا حماية ما تبقى لنا من أمل / مستقبل، فالفن هو الإرث الثقافي للأجيال القادمة، ما يقدم لا يرتقي إلى أن يكون إرثا، الفن هو ترجمة ناعمة للثقافة المحلية، العبث به كارثة بكل المقاييس. ماذا هل ندق ناقوس خطر على ثقافتنا! الحل من وجهة نظري هو التقييم العادل، يجب أن نرفض كل إسفاف، بالأخير الصناعة تتحرك بالمال، لا تدفعوا أموالًا للانحطاط والأعمال الهابطة، وانتقدوا أعمالهم. أخيرًا أنت المحرك الأصيل للفن، ارفض الإسفاف والأعمال الهابطة ستتوقف مباشرة.