للتأمين الطبي دور محوري في الحفاظ على صحة الفرد، بعد الله سبحانه وتعالى، خاصةً في المراحل العمرية المتقدمة التي تزداد فيها الحاجة إلى الرعاية والمتابعة الصحية المستمرة. في هذا الصدد، مازلت أحظى بمميزات التأمين الطبي أنا وأفراد عائلتي طالما أنني مازلت على رأس العمل، وأتلقى فيه الرعاية الصحية بشكل دائم، وأتعالج في أرقى المستشفيات الحكومية والأهلية على مستوى المملكة وخارجها، وذلك في الوقت الذي أترقب فيه لحظة فك ارتباطي بالوظيفة خشية أن تزول عني جميع هذه الامتيازات حال إحالتي إلى التقاعد. وللأسف الشديد، فإن النظام القائم الآن في الدائرة التي أعمل بها لا يتيح استمرارية هذه الامتيازات إلى ما بعد التقاعد، كما الحال في جهات أخرى. ففور تقاعدي عن العمل، سوف تزول عني جميع تلك الامتيازات، وتبدأ معاناة جديدة في مسيرتي الحياتية، بصحبة عائلتي طبعا، وسوف أفقد الرعاية التي كنت أحظى بها طيلة تلك المدة الزمنية، ولن أتمتع بتلك الامتيازات آنفة الذكر مع دخول تقاعدي حيز التنفيذ. زملائي الذين تخطوني إلى هذه المرحلة من «التقاعد» سبقوني إلى هذه المعاناة، وعاشوا تجربة هذا الواقع المؤلم باعتبار تغير الحال من الأفضل إلى ما هو دون ذلك، ولن أقول إلى الأسوأ، لأن الوضع لم يصل إلى تلك الدرجة. هذه المرحلة العمرية من السن، التي يحال فيها الموظف إلى التقاعد، هي أحوج ما يكون فيها هذا الإنسان إلى العناية والرعاية الصحية الفائقة، بعد أن أمضى عمره في السلك الوظيفى زهاء الثلاثين عاما أو يزيد، وحري بالمسؤولين أن يعيدوا النظر في هذه المسألة.