ارتفاع عدد المنشآت إلى 1.52 مليون خلال 2024    عقارات الدولة تستضيف 59 جهة حكومية لحج 1446ه.    الأمم المتحدة: إسرائيل تتعمّد حرمان سكان غزة من وسائل البقاء على قيد الحياة    القبض على مواطن لترويجه مادة الحشيش المخدر بتبوك    الأميرة سما: تمكين السعوديات بالكشفية نقلة نوعية نحو مجتمع أكثر شمولية    وزارة الدفاع تستضيف ذوي الشهداء والمصابين لأداء فريضة الحج    الرئيس التنفيذي لمركز "وقاء" يتفقَّد أعمال فرق الصحة النباتية والحيوانية بالمدينة المنورة    سلسلة "الطريق إلى القمة" تكشف كواليس الحدث الأضخم عالميًا في تاريخ الرياضات الإلكترونية    أمانة القصيم تعالج المستنقعات وتكافح البعوض    ابتكار سعودي يرفع كفاءة الألواح الشمسية ويعزز مكانة المملكة في مجال الطاقة المتجددة    تعزيز حماية الأنظمة ورفع مستوى الوعي بالأمن السيبراني لضيوف الرحمن    تجهّيز 789 جامعًا ومُصلّى لصلاة عيد الأضحى بالقصيم    وزير الإعلام يزور مركز العمليات الأمنية الموحدة 911 بمنطقة مكة المكرمة    انتخاب سفير السعودية نائبًا لرئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين    مستشار الرئيس الفلسطيني: استضافة 1000 حاج وحاجة ضمن ضيوف برنامج خادم الحرمين الشريفين يعد تكريمًا لأهالي الشهداء والمصابين    من القلب إلى مكة… وطن يخدم بأمانة    بدء توافد الحجاج لمنى لقضاء يوم التروية استعداداً للوقوف بعرفة    وزارة الداخلية تصدر قرارات إدارية بحق (50) مخالفًا لأنظمة وتعليمات الحج    وزير الصحة يزور المستشفى الميداني للخدمات الطبية بمشعر عرفات    وزير الحرس الوطني يقف على جاهزية قوات الوزارة المشاركة في موسم الحج    الدولار يتراجع مع تصاعد توترات التجارة    محمية نيوم تعيد توطين 6 أنواع من الحيوانات    6.3 مليار ريال تمويلات سكنية    سجن وتغريم شخص لإنشائه حملة حج وهمية    وسط منظومة متكاملة من الخدمات.. الحجاج في منى.. أمن وطمأنينة    يلقي أول خطاب أممي لرئيس سوري منذ ستة عقود.. زيارة تاريخية مرتقبة للشرع إلى الولايات المتحدة    مشاهير التواصل الاجتماعي    تحذير أممي من تهديد الاستقرار العالمي.. 4 ملايين لاجئ سوداني بسبب الحرب    حين تُدار الفريضة بعقل الدولة وروح الإيمان    ضمن فعاليات المنتدى الأول للصحة والحج.. فريق نسائي سعودي يبتكر حلولاً ذكية لإدارة الحشود    هيئة الإذاعة والتلفزيون تستعرض في "ملتقى إعلام الحج" تقنيات متقدمة لتغطية المشاعر المقدسة    652 إعفاء جمركياً للصناعيين    في نصف نهائي دوري الأمم الأوروبية.. ألمانيا تواجه البرتغال مدعومة بالأرض والجمهور    يسعى لضم إيدرسون وهيرنانديز.. الإيطالي إنزاغي مديراً فنياً للهلال    أبرزهم الأهلي وسان جيرمان وبيراميدز.. 2025.. موسم الأبطال الجدد    المملكة تبهر العالم بموسم حج استثنائي( 1 2 )    جاهزية عالية للتعامل مع حالات الإجهاد الحراري.. الصحة للحجاج : استخدموا المظلة لتفادي ضربة الشمس    القراءة والشيخوخة    قسطرة عاجلة تنقذ حاجاً قرغيزياً من جلطة رئوية    صحفيو مكة يقفون على جديد تقنيات ومنصات الإعلام بملتقى "إعلام الحج"    Microsoft تشطب الوظائف    تفسير اهتزاز الأرض 9 أيام    الألياف تطهر الجسم من الكيميائيات    التدخين والوزن بوابة لسرطانات الكلى    النصر يتعاقد مع عبد الملك الجابر من زاليجنتشار البوسني    الأخضر السعودي يختتم معسكر الدمام ويتوّجه للبحرين    وزير الرياضة يتفقد ملعب"أرامكو" في الخبر    أوكرانيا تندد بشروط السلام الروسية وتعتبرها "إنذارات" غير واقعية    الخلود يقطع إعارة ديانغ من أجل الأهلي المصري    رئيس هيئة الأركان يقف على جاهزية القوات المسلحة في الحج    ستة توائم من كشافة الوطن جمعتهم الصدفة في الميدان.. وقلوبهم تنبض بالعطاء لخدمة ضيوف الرحمن    رئيس مركز قوز الجعافرة ورئيس البلدية يحثان مقاولي البلدية على سرعة الإنجاز    الداخلية: الترحيل والمنع 10 سنوات من دخول السعودية للمقيمين المخالفين لأنظمة وتعليمات الحج    الدفاع المدني: نركز على الوقاية الاستباقية في المخيمات    أحدث الوسائل التقنية بمركز العمليات الأمنية لخدمة الحجيج    "الحج والعمرة" و"أمّ القُرى" تنظِّمان برنامج تأهيل وتدريب العاملين في خدمة ضيوف الرحمن.    أمن الحج    جامعة الراجحي تحتفي بتخريج الدفعة ال11    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نفحات من قلوبهم
نشر في الوطن يوم 31 - 05 - 2025

هم أناس تشعر معهم بالارتياح لبساطتهم ولحبهم للحياة حينما يستقون من براءة الأطفال كينونتهم ومن أفئدتهم سيلا جارفا من المشاعر المترفة بالعطاء، هم صامدون مهما عصفت بهم النوائب، فهم يتعاملون مع الحياة بمبدأ أنهم الحياة.
ربما ينكسرون يتألمون أو حتى يكتئبون، ولكنها جزء من تشكلاتهم الإنسانية للبقاء، تكن لهم كل الحب والتقدير والوفاء والعرفان، وشاءت أقدار الله تعالى بمصافحتك لهم، والحديث معهم، قد تتمنى أن يطول الوقت معهم، ولكن هذه الحياة قوالب نعيش من خلالها وكأننا معلبات مختومة بتاريخ صلاحية معين، والمواد الحافظة هي من ترسم ملامح الحدود والوصول.
ربما تجمعنا محطات الأقدار فنتمنى أن تطول الأحاديث معهم كما كنا أطفالاً، لا أحد بإمكانه أن يوقفنا، إلى ذلك الزمن الجميل، والذي كانت تتشابك فيه أيادينا دونما وعي، فقط كنا نريد أن نتمسك بمن نحبهم فهم مصدر الأمان لنا.
ليست هناك اجتماعات لا طائل منها إلا إثبات الرأي تحت بند أنا أشارك فأنا موجود، وكما يقال المال هو عصب الحياة وهو الذي جرد تلك المعاني المرهفة في بلورة باهتة التلاشي محضة على استهلاكية الموجودات، والنظر إلى المفقودات.
نعم أدرك أن لكل تجربة نضجاً فكرياً وخصوصية ومالاً نكتسبه وننفقه، ولكني لا أفقه في لغة الأرقام فتركت المال ولم أبحث عنه، واكتفيت بحاجتي منه، بالقدر الذي أحتاج إليه ويسد رمق الحياة، كاف بالنسبة لي، وحينما أراهم أولئك الذين يضيق بهم رحب الفضاء لتلك النفحات المفعمة بالحياة من أعينهم التي تتطلع إلى الجميل دائماً، وكما يقال كن جميلاً ترى الوجود جميلاً.
نقاء أرواحهم وبهاء محياهم، ودفء أصواتهم هي تلك العملة النادرة في زمن متسارع، يحركه المنجزون الذين يسابقون الوقت في إنهاء المستهدفات قبل زملائهم ليحصدوا المركز الأول في إثبات الذات.
وبالتالي يستمدون قوتهم من تلك الزيادة التي تقوي عصب الحياة لديهم ولا يعلمون أنهم كالهامستر الذي يدور في حلقة مفرغة وينال قطعة الجبنة لإكمال التجارب عليه.
أعود إلى الملهمين الذين يعملون بصمت، المؤمنون بدوافعهم الأوفياء لأحلامهم، المخلصون لعطاءاتهم، هم الأطفال الذين تتلمذوا في طفولتهم على يد معلمة، أحبوها فهي نفحة من قلب حنون على أطفالها وليس على تلامذتها، فاحتفظوا بتلك المشاعر السامية بين نفحات قلوبهم وكبروا، وبرزوا، وعاشوا، وشاخوا، وتركوا الأثر والإلهام للسائرين على الطريق، فلا تحكمهم الحياة وإنما يحكمونها بالحب، والتسامح، واللين، والرفق، ذلك هو ديننا على أي حال فهو يحث على مكارم الأخلاق، التي تسمو بصاحبها عنان السماء، إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
لا شعورياً تنتابني تلك الابتسامة التي لا أستطيع إخفاءها حينما أراهم، فمهما وصلوا من مناصب وبرزوا في المجتمع، حينما يتحدثون تستشعر أنك لازلت في ذلك الصف مع أصدقائك الأطفال ولن أقول هنا التلاميذ فالحياة تلمذتنا من الابتدائية، ويكفي أننا لا زلنا تلاميذ في هذه الحياة.
وتلك المعلمة لا تزال هناك... تشتكيني لأمي لأنها تخاف عليّ، لا تعاقبني. تعاملني كإنسان على هيئة طفل. تبكي إن بكيت، وتضحك إن ضحكت، لا مقياس لديها إلا القلب، وما أجمل البكاء حين يصبح طقسًا للتطهر.
نعم، الإنسان يكبر عن كل شيء... إلا البكاء. فهو لا يُهين، بل يُهذّب، هو قمة الإنسانية.
أولئك الأشخاص العظماء الملهون تاركو الأثر المستدام الذين نهضوا بمجتمعهم ووطنهم وطوعوا خبراتهم وعلمهم لخدمة الإنسانية، لن تجد الحياة لوثتهم بالكبر، أو الغرور، أو التملق، والتزييف والعنجهية المقيتة.
وإنما هذبتهم الحياة بالأخلاق الرفيعة، متواضعون ومكاتبهم مفتوحة للجميع، ليست المكانة الاجتماعية التي وصلوا إليها إلا نتاج همتهم العالية، يسبقها فضل الله عليهم وتوفيقه، تشعر بالفخر حينما تتحدث إليهم.
فهم يشعرون الجميع بأهميتهم كتلك المعلمة فهي لا تفرق بين أحد من أبنائها، يتعاملون مع الجميع دون استثناءات، فقط لأن العطاء ليس له حدود، وبالفعل من تواضع لله رفعه، كسبوا قلوب الناس ودعاءهم لهم بعد الممات، وأخصلوا للوطن، والمجتمع، وللإنسانية أجمع من خلال مؤلفاتهم أو اقتباساتهم أو حتى فعل الخير الذي يبقى أثره المستدام على الفقراء والمساكين.
لا أريد أن أقول ابقَ طفلاً ولكن تذكر الحياة لحظات، مجرد محطة عابرة لحياة أبدية، فقط احتفظ بأصالة الطفل الذي بداخلك الذي لن تلوثه الحياة، واستمر في إعمار الأرض ونفع البلاد والعباد بما يحبه الله ويرضاه، كن الطفل ذلك الطفل الذي لا يشيخ، ولا زلنا أطفالاً في مدرسة الحياة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.