«القائد الحقيقي ليس من يقود الناس إلى حيث يريد، بل إلى حيث يجب أن يكونوا».. بهذا المفهوم يمكن فهم ملامح المشهد السعودي الجديد، الذي تشكَّل بتوجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. مشهد أعاد رسم خريطة المنطقة، وأطلق تحولًا تاريخيًا تجاوز الداخل إلى فضاء التأثير العالمي. السعودية اليوم لا تلاحق الأحداث، بل تصنعها وتوجّه مساراتها، وتفرض حضورها في قلب القرار الإقليمي والدولي. لم تعد على هامش التاريخ، بل أصبحت مركزًا لصناعته. رؤية السعودية 2030 لم تكن مجرّد خطة اقتصادية، بل مشروعًا وطنيًا شاملًا انطلق من تمكين الإنسان، وتنويع الاقتصاد، وبناء بنية تحتية متقدمة، وصولًا إلى الانفتاح على العالم بثقة وسيادة. نيوم، والقدية، والدرعية، ومشاريع الطاقة المتجددة، والذكاء الاصطناعي، كلها نماذج لنهضة بنيوية يقودها قائد لا يعرف التردد، كما قال عنه الرئيس ترامب: «قائد لا ينام». وفي تصريح آخر إلى شبكة CNN قال: «أنا معجب جدًا بسمو الأمير محمد بن سلمان، وأراه حكيمًا يفوق سنّه بكثير، وزيارتي للسعودية شرف كبير لي». وبرؤية إستراتيجية، لا تُدار الأزمات في السعودية كردّ فعل، بل تُحوَّل إلى فرص لبناء واقع جديد. الأمير محمد بن سلمان لا يكتفي بإدارة الحاضر، بل يرسم معالم المستقبل على أسس من القيم والعلم والعدالة. خارجيًا، تمكّنت السعودية من بناء شبكة علاقات دولية متوازنة، قوامها الاحترام المتبادل لا التبعية، وسياستها اليوم ترتكز على الوساطة الذكية، وتنسيق الطاقة عبر «أوبك +»، والمبادرات الإنسانية، والتقريب بين الأطراف المتنازعة في المنطقة. من لبنان إلى سوريا، ومن العراق إلى السودان، باتت الرياض العنوان الأول لأي حل سياسي أو إنساني. لم تعد وجهة لقادة العرب فحسب، بل أصبحت محطة دولية لصناعة السلام، والتحول الرقمي، وتقديم المساعدات الإنسانية. اختيار الرئيس ترامب للسعودية كأول وجهة خارجية له في رئاسته الأولى والثانية لم يكن صدفة، بل اعترافًا دوليًا بمكانة الدولة وثقلها في ميزان السياسة والاقتصاد والدين. وفي قلب هذا الحراك، يقف الأمير محمد بن سلمان بثقة القائد الذي يعمل بصمت، وينجز بلا ضجيج، ويؤمن بأن المجد الحقيقي يُبنى بالفعل لا بالقول. فأخبِروا الجميع إنها السعودية العظمى. السعودية التي لا تُدار من الماضي، بل تُقاد نحو المستقبل، برجل لا يركض خلف التغيير، بل يصنعه.