كشف تقرير السعادة العالمي لعام 2025 عن مشهد متنوع في مستويات السعادة بمنطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، حيث تتفاوت مؤشرات الرضا عن الحياة بشكل واضح بين دول المنطقة. وقد استند التقرير إلى بيانات مستخلصة من استطلاع غالوب العالمي، إلى جانب مصادر تكميلية أخرى، معتمدًا في تصنيفه على متوسط تقييمات الأفراد لحياتهم بين عامي 2022 و2024. فيما يتعلق بدول الخليج، برزت الإمارات العربية المتحدة في صدارة الترتيب الإقليمي، تلتها الكويت ثم المملكة العربية السعودية وعُمان والبحرين. وأحرزت البحرين معدل 6.0 درجات، بينما حافظت السعودية على موقعها ضمن الدول الأعلى تقييمًا في منطقة الشرق الأوسط. عوامل أساسية تقوم منهجية التقرير على قياس مستوى الرضا من خلال سلم الكانتريل، وهو مقياس يتراوح من 0 إلى 10، حيث يُطلب من الأفراد تقييم حياتهم وفق هذا السلم، وتُحسب التصنيفات بناءً على متوسط ثلاث سنوات متتالية لضمان اتساق النتائج، ويستند التصنيف إلى ستة عوامل أساسية هي: نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، ومتوسط العمر المتوقع الصحي، والدعم الاجتماعي، وحرية اتخاذ قرارات الحياة، ومستوى الكرم «الذي يُقاس بالأعمال الخيرية»، وتصورات الفساد. الثقة الاجتماعية والإحسان إلى جانب هذه المؤشرات، يشمل التقرير تقييمات للرفاهية العاطفية عبر قياس مشاعر الأفراد المرتبطة بالتأثيرات الإيجابية مثل الضحك، والتأثيرات السلبية مثل القلق والحزن، وقد أولت نسخة عام 2025 اهتمامًا خاصًا بمؤشرات الثقة الاجتماعية والإحسان، حيث تناول التقرير بالدراسة سلوكيات مجتمعية يومية، مثل مشاركة الوجبات مع الآخرين، ومساعدة الغرباء، وإعادة المحافظ المفقودة، معتبرًا أن هذه التصرفات تحمل أثرًا مباشرًا على مستوى الرضا العام عن الحياة. منهجية غالوب يعتمد تقرير السعادة العالمي في بياناته الأساسية على استطلاع غالوب العالمي، الذي يشمل سنويًا عينة تقارب 1000 شخص من كل دولة ضمن أكثر من 140 دولة حول العالم، ويتجاوز حجم العينة الكلي 140.000 مجيب سنويًا، حيث تُستخلص النتائج من متوسط ثلاث سنوات للفترة الممتدة بين 2022 و2024، ويطلب من المجيبين تقييم حياتهم من خلال سلم الكانتريل، ويتم حساب التصنيفات النهائية استنادًا إلى العوامل الستة المذكورة. ملاحظات نقدية إلا أن هذا التقرير، رغم أهميته وانتشاره الواسع، لم يسلم من الانتقادات الأكاديمية والإعلامية، إذ أشار عدد من الباحثين إلى أن الأسئلة المعتمدة فيه تميل إلى قياس مستوى الرضا عن الظروف الاجتماعية والاقتصادية أكثر من كونها تعكس السعادة العاطفية الفردية، فمفهوم السعادة يختلف من مجتمع إلى آخر، ويتأثر بعوامل ثقافية ومعنوية يصعب حصرها في مؤشرات رقمية. كما أن التقرير، رغم احتسابه لمتوسطات وطنية، قد لا يعكس الفروقات الداخلية الدقيقة، إذ توجد فجوات واضحة بين النصفين الأكثر سعادة والأقل سعادة داخل كل دولة، وهي فروقات يتم احتسابها كمؤشر يسمى «الفجوة»، لكنها لا تظهر بشكل مفصل ضمن النتائج العامة. من جهة أخرى، يلاحظ أن هناك اختلافات ثقافية واسعة تؤثر على الطريقة التي يفكر بها الناس في مفاهيم السعادة والرضا عن الحياة، بمعنى أن الأفراد في بعض المجتمعات يميلون إلى التعبير عن الرضا لأسباب اجتماعية أو دينية أو ثقافية، بينما يميل آخرون إلى النقد والتشكيك، ما يجعل المقارنات بين الدول غير متكافئة تمامًا. ترتيب الدول الخليجية الإمارات العربية المتحدة الكويت المملكة العربية السعودية عمان البحرين