اكتسبت القمم العربية، ابتداء من قمة القاهرة 1964، الصفة الرسمية، وشددت تلك القمة على تنقية الأجواء العربية من الخلافات، ودعم التضامن العربي وترسيخه، وعدّت قيام إسرائيل خطرا يهدد الأمة العربية، ودعت إلى إنشاء قيادة موحدة لجيوش الدول العربية. وفي نوفمبر من العام نفسه، استضافت الإسكندرية القمة العادية الثانية، التي دعت إلى تعزيز القدرات الدفاعية العربية، ورحبت بقيام منظمة التحرير الفلسطينية، واعتمادها ممثلا للشعب الفلسطيني. بينما استضافت الدار البيضاء المغربية في سبتمبر 1965 قمة، التي وافقت على ميثاق التضامن العربي، والالتزام به. وعقدت القمة الرابعة في أغسطس 1967، لتجديد أهمية وحدة الصف العربي، وإزالة آثار العدوان الإسرائيلي على الأراضي العربية المحتلة. وفي قمة القاهرة غير العادية بالثالث في سبتمبر 1970 كان حل الخلاف الأردني - الفلسطيني، حقنا للدماء العربية، هو الموضوع الأهم. قمة رسمية ابتداء من القرن الجديد، عادت القمم العربية للانتظام الدوري والسنوي، وعقدت القمة ال13 في عمان الأردنية مارس 2001. وفي 2002، عقدت القمة ال14 في بيروت. وفي مارس 2003، عقدت القمة ال15 في شرم الشيخ بمصر، وأكدت رفض ضرب العراق، أو تهديد أمن وسلامة أي دولة عربية. وفي مايو 2004، عقدت القمة العربي العادية ال16 في تونس. وذهبت القمة العادية ال17 إلى الجزائر في مارس 2005، بينما عقدت القمة العادية ال18 في الخرطوم مارس 2006، وأكدت مركزية قضية فلسطين، والتمسك بالمبادرة العربية للسلام التي أقرتها القمة العربية في بيروت 2002. محورية القضية الفلسطينية بقيت القضية الفلسطينية المحور الأهم للقمة العربية، ففي القمة العادية السادسة بالجزائر نوفمبر 1973 تمت الدعوة إلى الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة، واستعادة الشعب الفلسطيني حقوقه الوطنية المشروعة. وفي القمة السابعة بالرباط أكتوبر 1974، اعتمدت منظمة التحرير ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني. وفي القمة التاسعة ببغداد، رفض القادة الموافقة على اتفاقية «كامب ديفيد»، الموقعة بين مصر والاحتلال الإسرائيلي، وتم نقل مقر الجامعة من مصر إلى تونس. وفي القمة العادية العاشرة نوفمبر 1979، رفضت القمة محاولات الهيمنة الصهيونية على الجنوب اللبناني.وفي القمة ال11 بعمان الأردنية، تمت المصادقة على برنامج العمل العربي المشترك، لمواجهة العدو الصهيوني، وعلى ميثاق العمل الاقتصادي القومي. تنقية الأجواء في الدار البيضاء 1985، عقدت القمة العربية غير العادية، وتقرر تشكيل لجنتين من أجل تنقية الأجواء العربية، ووضع حد سريع للحرب العراقية - الإيرانية. وعادت القمة العربية غير العادية الخامسة إلى عمان الأردنية 1987، وأدانت احتلال إيران أراضي العراق، واعتداءاتها على الكويت، ودعت إلى حرية الملاحة الدولية في الخليج العربي. انتظام سنوي ممارسات شاذة ركزت قمة شرم الشيخ العادية ال26 في مارس 2015 على دعوة المؤسسات الدينية الرسمية في العالم العربي إلى تكثيف الجهود، والتعاون فيما بينها نحو التصدي للأفكار الظلامية، والممارسات الشاذة التي تروج لها جماعات الإرهاب، والتي تنبذها مقاصد الأديان السماوية. واستضافت موريتانيا القمة العربية ال27 مارس 2016، وصدر عنها «إعلان نواكشوط» الذي رحب بالمبادرة الفرنسية الداعية إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، يمهد له بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية الإسرائيلية. واستضافت منطقة البحر الميت بالأردن القمة ال28 في مارس 2017، ورفضت كل الخطوات الإسرائيلية الأحادية التي تستهدف تغيير الحقائق على الأرض، وتقوض حل الدولتين، وطالبت بتكثيف العمل، لإيجاد حل سلمي ينهي الأزمة السورية. وأبدت القمة بالغ القلق إزاء تنامي ظاهرة «الإسلاموفوبيا»، ومحاولات الربط بين الدين الإسلامي والإرهاب. تضامن عربي استضافت دمشق القمة العادية ال20، وأكدت تعزيز التضامن العربي، وتغليب المصالح العليا للأمة العربية على أي خلافات أو نزاعات قد تنشأ بين دولها، وتضمن «إعلان دمشق» وقوف العرب معا في وجه الحملات والضغوط السياسية والاقتصادية التي تفرضها بعض الدول على أي دولة عربية، وتوحيد الموقف العربي في القضايا التي تطرح بالمؤتمرات والمحافل الدولية. وأقيمت القمة ال21 في الدوحة مارس 2009، بينما أقيمت القمة العادية ال22 في سرت الليبية مارس 2010، التى ركز إعلانها على التمسك بالتضامن العربي، وإنهاء أي خلافات عربية. وعادت القمة ال23 إلى بغداد في مارس 2012، ودعت إلى حوار بين السلطات السورية والمعارضة. ومن جديد، عقدت القمة العادية ال24 في الدوحة مارس 2013، وركزت على أهمية روابط الدول العربية، وصلاح أحوالها. بدورها، شهدت الكويت القمة العادية ال25 في مارس 2014، وصدر عنها «إعلان الكويت» الذي جدد التعهد بإيجاد حلول لازمة للأوضاع الدقيقة والحرجة للدول العربية.