تصاعدت تقارير عن عمليات القتل المستهدف في المناطق التي سيطرت عليها حركة «طالبان» اليوم، مما أثار مخاوف من أنهم سيعيدون أفغانستان إلى الحكم القمعي الذي فرضوه عندما كانوا في السلطة آخر مرة. تقول «طالبان» إنها أصبحت أكثر اعتدالا منذ أن حكمت أفغانستان آخر مرة في التسعينيات، وتعهدت باستعادة الأمن، والعفو عن أولئك الذين حاربوها في السنوات العشرين منذ الغزو الذي قادته الولاياتالمتحدة. وقبيل صلاة الجمعة، حث قادة الحركة الأئمة على استخدام الخطب في المطالبة بالوحدة، وحث الناس على عدم الفرار من البلاد. وأشار مسؤول أفغاني، مطلع ، إلى أن أي شيء لن يأتي منها قبل مغادرة آخر القوات الأمريكية، المخطط لها حاليًا في 31 أغسطس.وقال كبير مفاوضي «طالبان»، أنس حقاني، إن الحركة اتفقت مع الولاياتالمتحدة على «عدم فعل أي شيء إلا بعد ذلك التاريخ». تذكير سابق العديد من الأفغان يعبرون عن مخاوفهم من أن تمحو «طالبان» المكاسب التي تحققت في العقدين الماضيين، خاصة بالنسبة للنساء. بينما قدم تقرير لمنظمة العفو الدولية، اليوم، المزيد من الأدلة التي تقوض مزاعم «طالبان» بأنهم قد تغيروا. وقالت الجماعة الحقوقية إن باحثيها تحدثوا إلى شهود عيان في ولاية «غزنة»، رووا كيف قتلت «طالبان» 9 رجال من عرقية «الهزارة» (مسلمون شيعة تعرضوا للاضطهاد من قِبل طالبان) في قرية «مندراخت». وأوضحت أن 6 من الرجال قتلوا بالرصاص، بينما تعرض 3 للتعذيب حتى الموت. وقالت أغنيس كالامارد، رئيسة منظمة العفو الدولية: «وحشية عمليات القتل كانت تذكيرًا بالسجل السابق لطالبان، ومؤشرًا مروعًا لما قد يجلبه حكمها». خدمات الهاتف حذرت الجماعة الحقوقية من أن العديد من عمليات القتل ربما لم يتم الإبلاغ عنها، لأن «طالبان» قطعت خدمات الهاتف المحمول في العديد من المناطق التي استولوا عليها، لمنع نشر الصور. بشكل منفصل، عبرت منظمة «مراسلون بلا حدود» عن انزعاجها من الأنباء التي أفادت بأن مقاتلي «طالبان» قتلوا أحد أفراد عائلة صحفي أفغاني يعمل في «دويتشه فيله» الألمانية الأربعاء. وقالت الإذاعة إن المقاتلين أجروا عمليات بحث من منزل إلى منزل عن مراسلهم، الذي كان قد انتقل بالفعل إلى ألمانيا. وأضافت أن «طالبان» داهمت أيضا منازل 3 من صحفييها على الأقل. وقالت كاتيا جلوجر من القسم الألماني ل«مراسلون بلا حدود»: «للأسف هذا يؤكد أسوأ مخاوفنا. يظهر العمل الوحشي الذي قامت به طالبان أن حياة العاملين في وسائل الإعلام المستقلة بأفغانستان في خطر شديد». قائمة سوداء في غضون ذلك، قالت مجموعة استخبارات خاصة، مقرها النرويج، تقدم معلومات للأمم المتحدة، إنها حصلت على أدلة على أن «طالبان» اعتقلت أفغانا على قائمة سوداء لأشخاص يعتقدون أنهم عملوا في أدوار رئيسية مع الإدارة الأفغانية السابقة أو مع القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة. وفي رسالة بالبريد الإلكتروني، ذكر المدير التنفيذي للمركز النرويجي للتحليلات العالمية «RHIPTO» أن المنظمة على علم بالعديد من رسائل التهديد التي تم إرسالها إلى الأفغان، بما في ذلك رجل أخذته «طالبان» من شقته في «كابول» هذا الأسبوع. وقال كريستيان نيلمان: «لقد حصلنا على نسخ ورقية من خطابات ملموسة، صادرة ومختومة من قِبل لجنة طالبان العسكرية، لهذا الغرض». تضمن تقرير من المجموعة، حصلت وكالة «أسوشيتد برس» على نسخة منه، أحد هذه الخطابات. ويبدو أن حجم وسرعة استيلاء «طالبان» على السلطة قد شكلا تحديا لقدرة القيادة على السيطرة على مقاتليها. انهيار الاقتصاد بينما تصاعدت المخاوف بشأن الشكل الذي ستبدو عليه حكومة «طالبان»، يجتمع قادة الحركة مع بعض المسؤولين من الإدارات الأفغانية السابقة. وبالإضافة إلى المخاوف بشأن انتهاكات «طالبان»، حذر المسؤولون من أن الاقتصاد الأفغاني الضعيف بالفعل قد ينهار أكثر بدون المساعدات الدولية الهائلة التي دعمت الحكومة المخلوعة، المدعومة من الغرب. وقالت الأممالمتحدة إن هناك نقصا كبيرا في الغذاء. بينما أكد الخبراء أن البلاد في حاجة ماسة إلى السيولة.