الشعور بالأمن والطمأنينة سببان رئيسان يحتمان على المبتعث المتزوج البحث عن مجمعات سكنية تضم عائلات سعودية، حيث التواصل والتآلف بين أفرادها، خاصة الأطفال. حول ذلك يقول طالب الهندسة بجامعة ECU بغرب أستراليا عبدالرحمن العمري "عند البحث عن منزل لي وأسرتي فور وصولي لمقر دراستي بمدينة بيرث غرب أستراليا ركزت على السكن بجوار عوائل سعودية، لأن ذلك يشعرني بالاطمئنان على أسرتي، خاصة أنني أقضي أوقاتا طويلة بالجامعة مابين الدراسة والتدريب". وفي السياق نفسه يؤيد المبتعث عبدالعزيز العسبلي، رأي جاره العمري، ويضيف أن أسرته تعودت في السعودية على التواصل الاجتماعي بين الأقارب والجيران، مما عزز لديه التوجه نحو البحث عن مجمعات سكنية تحوي سعوديين للسكن بالقرب منهم. وأوضح أن هذا القرارعادة ما يسبب ارتفاع أسعار العقارات، حيث يستغل بعض ملاك العقارات إصرار العوائل السعودية على السكن المتقارب فيرفعوا الأسعار. بدورها حرصت "الوطن" على أخذ آراء بعض الأطفال حول ذلك، حيث قالت الطفلة لينا مبارك القحطاني، ذات الإثني عشر ربيعا أنها سعيدة بوجودها داخل مجمع سكني يضم 5 عائلات سعودية، ومما زاد سعادتها وجود أطفال في عمرها، وأضافت أنها وأطفال جيرانهم السعوديين يجتمعون عصر كل يوم في ساحة المجمع للهو واللعب، حيث هيأ ذوو الأسر السعودية بعض الألعاب للأطفال كي لا يتسرب إليهم الملل من الغربة. الطفل سامر الحارثي البالغ من العمر عشر سنوات، والقاطن مع والده بحي بلمونت قال إلى "الوطن" أنه يشعر بالحنين لزملائه بالسعودية، حيث طلب من والده أكثر من مرة العودة. وأضاف أن تأقلمه مع الأطفال المجاورين له تطلب وقتا، مؤكدا أنه في الوقت الحالي يشعر ببهجة للتعرف على أصدقائه بالمجمع السكني: إياد، وعبدالله، وعلي، وهيثم، وتمنى أن تستمر اللقاءات بينهم. من جانبها قالت منى محمد، وهي مرافقة مع زوجها المبتعث بجامعة كيرتن أنها تشعر بالطمأنينة لوجودها بمجمع يأوي عائلات سعودية، حيث يجتمع النساء صباح كل يوم في بيت، وبشكل دوري أثناء دوام أزواجهن، ويقمن بإحضار بعض المأكولات، ويتداولن النقاش حول بعض المواضيع التي تعود بالنفع على أسرهن. وأضافت أن هذا الأمر يخفف عنهن الشعور بالغربة، والبعد عن الوطن، ويقوي لحمة الترابط بين الأسر؛ لمواجهة أعباء الغربة.