توفي شيخ المؤرخين الجزائريين أبو القاسم سعد الله (السبت) عن عمر ناهز 83 عاما بعد صراع مع المرض. وذكرت وكالة الأنباء الجزائرية الحكومية ان أبو القاسم سعد الله من أكبر المؤرخين الجزائريين ومن رجالات الفكر البارزين وأعلام الإصلاح الاجتماعي والديني، وكان حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة وتلقى مبادئ علوم اللغة وفقه الدين بمسقط رأسه. وكان أبو القاسم حصل على شهادات علمية عالية أهمها الدكتوراه من قسم التاريخ بجامعة مينيسوتا بالولاياتالمتحدةالامريكية العام 1965 وشهادة "بي .أش .دي" عام 1956 من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة. وتخصص سعد الله في تاريخ الجزائر الحديث وتاريخ أوروبا الحديث والمعاصر وتاريخ المغرب العربي الحديث والمعاصر وتاريخ النهضة الإسلامية الحديثة والدولة العثمانية منذ 1300، وهو يتكلم إلى جانب اللغة العربية اللغتين الفرنسية والإنجليزية وهو دارس للفارسية والألمانية. وأهم ما ألفه سعد الله موسوعة تاريخ الجزائر الثقافي في 9 أجزاء. وقد أشاد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة في رسالة تعزية بخصال ومناقب سعدالله، معتبرا إياه بمثابة "شيخ المؤرخين" و"مرجعا في كل ربوع العالم العربي". وقال بوتفليقة في رسالته "إن مسيرة الفقيد حفلت طيلة عشرات السنين بجهد دائب في الدراسة والبحث حيث تنقل بين مختلف الجامعات من جامع الزيتونة إلى دار العلوم بمصر وحتى الولاياتالمتحدةالأمريكية.. .وقد أبلى البلاء الحسن في المنافحة عن قضية وطنه إبان ثورة التحرير المباركة، فكان يذود عنها بقلمه ولسانه ضمن رابطة الطلاب الجزائريين بالمشرق". ومضى يقول "إنه كلما ذكر مؤرخ في المغرب العربي، إرتسمت في الذهن صورة أبو القاسم سعد الله الذي أفنى جل وقته بين المؤلفات والمخطوطات مؤلفا وباحثا ومنقبا، ولعل الغرة الناصعة في الإرث المعرفي الكبير الذي تركه المرحوم للأجيال هي موسوعته في التاريخ الثقافي للجزائر التي أهلته ليكون شيخ المؤرخين وأن يغدو مرجعا في كل ربوع العالم العربي".