تتناولت دراستان حديثتان موضوعاً شديد الإغراء للكثيرين عن احتمال أن يصبح في الإمكان في المستقبل الحصول على الفوائد الجسدية والنفسية المعروفة للتمارين الرياضية من دون بذل جهد أو تعب بل بمجرد ابتلاع حبة دواء. أثارت هذه النتائج المثيرة اهتمام الكثير من العلماء والباحثين ومن بينهم باحثون من معهد «باستير» الباريسي وغيره، فقرروا المضي قدماً في الأبحاث لمعرفة ماذا تفعل المادة الجديدة في العضلات، أي كيف تحصل العضلات على بديل عن التمارين الرياضية. ويعرف الباحثون أن المادة الجديدة تزيد وتنشط البروتين المسمى REV-ERB لكن لا أحد يعرف بالضبط طبيعة عمل هذا البروتين في العضلات. من النتائج المعروفة لممارسة التمارين الرياضية العادية أنها تزيد عدد وحيوية «الميتوثوندريا»، وهي الهياكل الخلوية التي تساعد على توليد الطاقة أثناء استنشاق الأوكسجين، لكن عضلات السلالة الجديدة من الفئران تحوي أعداداً قليلة من هذه الهياكل. البروفيسور توماس بوريس رئيس قسم العلوم الدوائية والفيزيولوجية في كلية الطب بجامعة سانت لويس، وهو أحد المشاركين في هذه الدراسة، يقول إنه من غير المستبعد أن يستطيع الإنسان في وقت ما تصنيع عقار يسمح للناس أن يجنوا ثمار التمارين الرياضية من دون أن يبذلوا أي جهد. في المقابل يتساءل كثير من الباحثين عن الحكمة والمنطق من وراء مثل هذا الاختراع الذي من المرجح أن يستغله الكثيرون من الحالمين بأن يصبحوا أبطالاً رياضيين بين ليلة وضحاها، أما السؤال الأكبر: ماذا عن الأضرار المحتملة لهذا العقار؟