الحجاج يتوافدون لرمي الجمرات ثاني أيام التشريق.. والمتعجلون ينهون حجهم أمس

واصل حجاج بيت الله الحرام أداء نسكهم في ثاني أيام التشريق، وزحفوا عبر أمواج بشرية، تحفهم عناية الله، وما وفرته حكومة خادم الحرمين الشريفين من خدمات ومشاريع عملاقة وسط تضافر وتكامل جميع الخدمات، حيث قاموا برمي الجمرات الثلاث لليوم الثاني، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، ثم جمرة العقبة، فيما سارع المتعجلون إلى إنهاء نسك رمي الجمرات والتوجه إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع، وتركوا مشعر منى قبل غروب يوم أمس الخميس.
وواصلت الجهات المختصة تدابيرها لنفرة المتعجلين إلى المسجد الحرام عن طريق تأمين الطرق المؤدية إلى المسجد الحرام، ومتابعة انسيابية الحركة المرورية للحافلات ولطرق المشاة.
أما المتعجلون فقد غمرتهم الفرحة، وما أن انتهوا من رمي الجمرات حتى ذرفوا الدموع، واحتضنوا بعضهم، وتبادلوا التهاني بأن منَّ الله عليهم بإكمال رمي الجمار بكل يسر وسهولة قبل التوجه إلى المسجد الحرام لأداء طواف الوداع ومغادرة مكة المكرمة إلى بلدانهم محملين بذكريات جميلة، ومتسلحين بالمغفرة من الله عز وجل.
فرحة العمر
وتباينت مظاهر الفرح من شخص لآخر، خصوصاً فرحة السيدات، وعلى مقربة منا زغردت سيدة فرحاً بعد خروجها من بوابات جسر الجمرات، فيما احتضنت أخرى زوجها لتبارك له انتهاء رمي الجمار، فيما تبادل عدد من حجاج الحملات القبلات والأحضان.
«الشرق» التقت مع عدد من المتعجلين بعد انتهاء رميهم للجمرات. تبادل اللبنانيان أبو كريم وزوجته السلام، وقالا: الحمد لله الذي منَّ علينا بإنهاء نسك رمي الجمرات، وهذا فضل من الله الذي بلغنا الوصول إلى هذه البقاع المقدسة. وأشار أبو كريم إلى أنه يقيم وزوجته في أمريكا، وكانا يحنان للوصول إلى هذه البلاد المقدسة، رافعاً شكره لما قدم من جهود لراحة حجاج بيت الله الحرام، موضحاً أن الحملة تكلف الفرد سبعة آلاف دولار أمريكي، ولكن هذا مبلغ زهيد في طلب رضى الله سبحانه وتعالى.
وقال أبو فادي إنه كان ينوي الحج مع زوجته منذ زمن، وتحقق لهما ذلك هذا العام، مشيراً إلى أنه يجب على الحجاج أن يعتنوا بهذه المنجزات الفريدة، خصوصاً النظافة، فلا يرمون النفايات في الطرق.
وقالت الحاجة أم عبدالرحمن من مصر «ربنا يتقبل منا. الحمد الله الذي مكننا من أداء نسك الحج، ونحن اليوم في طريقنا إلى البيت الحرام للطواف والمغادرة، محملين بهذه الأجواء الروحانية».
وأطلقت الحاجة أم محمود من مصر الزغاريد، قائلة: «ربِّ لك الحمد الذي أوصلتني إلى بلدك الحرام». ووسط فرحة الحاجّات قربها، أخذت في السلام عليهن والمباركة لهن باكتمال حجهن، وشكرت القائمين على هذه الخدمات المقدمة للحجاج في بيت الله الحرام.
رجل أمن ينظم الحجاج بعد مغادرتهم الجمرات