كشفت مصادر خاصة ل»الشرق» أن الوافد المقبوض عليه على خلفية اتهامه بقتل طفل في خميس مشيط، اعترف بعدد من القضايا التي كانت مسجلة ضد مجهول، وذلك بعد اعترافه أخيراً بقتل الطفل نحراً ورميه أسفل جسر وادي بيشة، وتمثيله جريمته خلال التحقيقات. وأسفرت التحقيقات مع المتهم عن اعترافه بطعن طفلة «باكستانية الجنسية» في وقت سابق، وإلقائها في حديقة عامة والفرار من الموقع، حيث تم العثور على الطفلة حينئذ وهي لاتزال على قيد الحياة، وتم نقلها إلى مستشفى خميس مشيط العام، وإنقاذ حياتها بعد إجراء عملية جراحية لها من 150 غرزة مكان الطعنة، كما اعترف باعتراضه طريق طالب في المرحلة الابتدائية والانزواء به في مكان معزول، حيث قام بتجريد الطالب من ملابسه ومحاولة قطع أعضائه التناسلية، قبل أن يطلق الطالب صرخات الاستغاثة والألم، ما دفع المتهم إلى الهرب من الموقع. ووفقاً لمعلومات خاصة حصلت عليها «الشرق» فإن المتهم الذي ارتكب جريمته الأخيرة بقتل الطفل ذي الثمانية أعوام في خميس مشيط، كان على خلاف مع والد الطفل، وأخذ يهدده بقتل ولده، مستغلاً كون الطفل ووالده من المقيمين غير الشرعيين، ولا يملكون أوراقاً ثبوتية، كما أنهما يمتهنان التسول، حيث أقدم المتهم لاحقاً على اختطاف الطفل، ومن ثم أخذ يتصل بوالده ويهدده ويتوعده ويبتزه، ولم يتسن ل»الشرق» معرفة مطالب المتهم من والد الطفل أو سبب الخلاف بينهما، فيما لم يستطع الأب تحقيق تلك المطالب. وفي لحظة قرر المتهم التخلص من الطفل، حيث قام بنحره بسكين في أحد المواقع المعزولة، ومن ثم قام بنقل جثته بواسطة سيارته الخاصة إلى أسفل جسر في وادي بيشة، حيث قام بالتخلص من الجثة أسفل الوادي، مستغلاً انهمار المطر بغزارة حينها على محافظة خميس مشيط، وما إن توقف المطر حتى شاهد مواطن يسكن بالقرب من الموقع جثة الطفل ملقاة عند الوادي، ليتقدم ببلاغ إلى الجهات الأمنية، التي قامت على الفور بالانتقال إلى الموقع ضمن فريق يضم مدير شرطة محافظة خميس مشيط ومدير شرطة مركز الجنوبية وضابط الخفر وفريق الأدلة الجنائية، حيث قاموا بتطويق الموقع واستدعاء محقق من هيئة التحقيق والادعاء العام، بالإضافة إلى الطبيب الشرعي. وقالت مصادر «الشرق» إن محقق الادعاء العام فور وصوله الموقع رجح وفقاً للدلائل الموجودة أن الجريمة لم ترتكب في نفس الموقع، وأنه جرى نقل الجثة إلى الموقع بهدف التخلص منها بعد تنفيذ الجريمة في موقع آخر، حيث انتشرت الأجهزة الأمنية في المواقع المحتملة وجمعوا الأدلة للتوصل إلى المتهم، فيما أشار الطبيب الشرعي إلى أنه لم يمض وقت طويل على مفارقة الطفل الحياة، حيث ظل الفريق لأكثر من خمس ساعات في الموقع. وفي ضوء المعطيات التي جمعها ضباط وأفراد فريق التحقيق، تحرك رجال البحث والتحري في المحافظة للوصول إلى المتهم، وفي هذه الأثناء تقدم والد الطفل، وهو مجهول الهوية، ببلاغ للشرطة، يفيد بتعرض طفله للاختطاف وتلقيه تهديدات من أحد أبناء جلدته بقتل طفله، مفيداً أنه قدم إلى الأراضي السعودية بصحبة ابنه، بينما ترك أمه في بلدهم ليتمكنا من جمع المال، وتم أخذ الأب للتعرف على جثة الطفل، لينهار عندها ويأخذ في البكاء ويدل الجهات الأمنية على المتهم، حيث تمكن رجال البحث والتحري من القبض عليه في أقل من 24 ساعة من ارتكابه الجريمة. وعلمت «الشرق» أن المتهم يحمل جنسية عربية، وهو من مواليد محافظة خميس مشيط ومقيم فيها، وأنه يعيش مع أسرته في منزل صغير، ولديه سيارة يعمل عليها، وهي التي استخدمها في نقل جثة الطفل ورميها أسفل الوادي، وقد تم تحويله إلى سجن أبها العام على ذمة القضية. وكانت «الشرق» قد انفردت بنشر قضية القتل في حينها، حيث أوضح ل «الشرق» الناطق الإعلامي لشرطة منطقة عسير المقدم عبدالله آل شعثان، أن بلاغاً ورد الأجهزة الأمنية من مواطن يفيد بعثوره على جثة طفل يبلغ ثماني سنوات ملقاة أسفل جسر في وادي بيشة.