حسين مفرح الفيفي تُبذل الجهود وتحشد الطاقات من قبل أعلى الجهات في هذه البلاد لتحجيم الفساد والقضاء عليه. لِما ترسخ لدى الجميع من يقين من أنه آفات وداء عضال لا مناص من اجتثاثه. مع كل هذه المحاولات والقرارات مازال الفساد ضارباً بأطنابه، وخاصة أن الجهة المخولة بالقضاء عليه مازالت وليدة. لِنحاول جميعاً التفكير بعمق في إيجاد حلول ناجعة قبل أن نتحول لمعاول هدم في هيكل هذا الصنم الجاثم على مقدراتنا الوطنية. كما شاهدنا جميعاً ظاهرة الإرهاب التي عانيناها وواجهناها ودحرناها جميعاً بفضل الله. كيف كانت الحملة عليها؟ من أين بدأت؟، بدأت بعد وأثناء المواجهات الأمنية، ومازالت مستمرة حتى اليوم، ألم نقطع عن هذه الفئة الإمداد من خلال التوعية والتثقيف المدرسي لنضمن نضوب مواردها البشرية؛ ولنحصن نشأنا من الدنو من جرف التكفير والتفجير. هل لاحظتم تصدي الإعلام وقيامه بواجبه لتعرية هذه الضلالات وفضح مقاصدها وأهدافها أمام الرأي العام لتُجبر هذه الخفافيش على الانزواء والتقهقر لأزقتها المظلمة. كذلك قام المنبر بدوره في التحذير والرد على التنظير الباطل ليُظهِر الحق كما هو ويعلن البراءة من هذه الأفكار وما يترتب عليها في الدنيا والآخرة. في أثناء ذلك تم سن التشريعات ووضع القوانين التي تجرم هذه الفئة ومن يقوم بمثل هذه الأعمال أو يتستر أو يؤيد ذلك، وعلى نفس الوتيرة امتد الرفق والمساعدة لتصل لكل من أعلن ندمه وعاد لرشده ليتم انتشاله من وحل هذه الأفكار الهدامة بالمناصحة والحوار والإقناع. على غرار ما سبق، أعتقد أن مواجهة الفساد يحتاج لنفس الخطوات، فالمدرسة لها دور عظيم في تقوية المفاهيم وتوثيق القيم، وأولها الصدق والأمانة، التي إن فقدناها انتقلنا لخانة الفساد دون إنذار، المدرسة تقوم بدور التعليم ودور لجان المناصحة للأطفال قبل معترك الحياة. كذلك دور الأسرة يجب أن يفعَّل من خلال التوعية التليفزيونية والإذاعية ووسائل التواصل الاجتماعية لتكون عوناً ومساعداً على ترسيخ هذه القيم النبيلة، وهذا ينسحب بدوره على المجتمع كافة، وإن زدنا جرعة الوعظ من خلال وعاظ أكفاء مع بعض الخطب حول هذا الموضوع ضمنا النجاح والوصول لما نهدف إليه من تثبيت لقيم الأمانة والحفاظ على المكتسبات الوطنية وأزحنا الفساد وأهله عن طريق تقدم بلادنا. ختاماً، لنكن متأكدين أن من بيننا من لا يريد لهذا الورم الخبيث أن يُزال من أصحاب المصالح المرتبطة بالمفسدين وأصحاب الذمم الواسعة، لكن إن عملنا وفق خطة صحيحة ضَمِنَّا عدم الزيادة في أعداد الفاسدين حتى تصل عدالة الأرض لأيديهم، أو حكم جبار السماء يحل بهم، وكذلك حَصَنَّا من لم يدنس نفسه بعد ووضعنا ترياقاً شافياً لأجيالنا القادمة ضد هذه العدوى لينعم الوطن والمواطن بخيرات هذه الأرض المباركة بسير عجلة التقدم والرقي والازدهار دون المرور بمطبات تؤثر في مسيرتنا المستقبلية.