يودّع الفُرس آخر يوم أربعاء من كل عام بإضرام النيران والقفز من فوقها، مخاطبينها بالقول “اصفرارك مني واحمراري منك”، فالأحمرار يعبّر عن الصحة والسلامة، أما اللون الأصفر فيعبّر عن المرض والنحول. وتأتي هذه العادة من معتقدات المجوس قبل الإسلام، ولها صلة بالديانة الزرادشتية وعبادة النار، التي كان يتبعها الفرس من قبل، ولايزال يحتفل بها حتى يومنا هذا. والعطلة الرسمية لعيد الفرس هي أسبوعان كاملان، ترافقها طقوس عدة، مثل إعداد الموائد والاحتفالات، يتم التحضير الجيّد لها من قبل، ولا تغيير في المواعيد أبداً، على عكس احتفالات عيد الفطر، الذي لا ثبات له في إيران، ويعلن رجل دين فارسي -مثلاً- على شاشة القناة الرسمية الإيرانية أن يوم غد يصادف عيد الفطر، ثم في صباح اليوم التالي يظهر الرجل نفسه أو غيره على الشاشة نفسها لينفي ذلك، ويدعو الناس لمواصلة الصيام بعد أن كانوا قد أفطروا! وفي اليوم ال13 من شهر فروردين، أول أشهر السنة الإيرانية، يخلي الإيرانيون ديارهم، معتقدين بذلك أنهم يطردون النحس من حياتهم، من خلال اختفالهم ب(سيزده بدر)، و(سِيزْدَهْ) تعني (13)، أما (بِدَرْ) فتعني (إلى الباب). ويخرج الجميع في هذا اليوم إلى الطبيعة، ويأتي الفرس بحماية الأمن والشرطة من شتى أنحاء إيران؛ للاستمتاع بهذا اليوم في سهول الأحواز وعلى ضفاف أنهرها؛ بسبب برودة الطقس في مناطقهم، وجمال ربيع الأحواز. وتصاحب (سيزده بدر) احتفالات كبيرة لا تمت بصلة إلى الشريعة الإسلامية، وذلك في بلد يدّعي حكامه أنهم حماة الدين.