وما كتبتُه في اليومين الماضيين كان قبل عدة عقود.. وكنتُ – وغيري – نظنُّ أنَّ زمن الوصاية وبث المخبرين قد ولى مع الزمن. لكن ظني على الأقل لم يكن في محله. بل زاد الأمر شدَّةً، بحيث أصبحت النوايا محل بحث وتمحيص من الذين نصَّبوا أنفسهم أوصياء على الناس، وهم وحدهم الذين يعرفون الدين ويفهمونه. وما بقية الناس إلا (عوام) كما يسمونهم في حاجة إلى مَن يعيد تأهيلَهم دينياً. الكلمة المكتوبة يؤولونها ويفسِّرونها بالطريقة التي تناسبهم. فالآخرون موضع شك بالنسبة لهم.. ولا يجوز مطلقاً أن يوجه أحدٌ كلمةَ نقد واحدة إلى مشايخهم، فإن فعل أحدنا ذلك تألبوا وتداعوا عليه بالشتائم والقذف والكلمات النابية، وكل العبارات السابقه لا أظن أنها تليق أو يمكن أن تأتي من نفر يدعَّون أنهم أوصياء على الناس والدين في وقت واحد.. فإن فشلت كلماتهم النابية قالوا إنهم: «( سيتوجَّهون بالدعاء على كل مَن يتعرض لرموزهم بسوء) في حين أن لا أحد تعرَّض لأحد منهم بسوء، لا بالقول ولا بالفعل، كما يفعلون أنفسهم تجاه من يخالفهم في أسلوب التعامل مع الإنسان باعتباره كائناً يستحق الاحترام والتقدير.. لقد كنَّا قادرين في مرحلة الطفولة على الخلاص بأساليب متعددة وبسيطة كبساطة عقولنا وأعمارنا. أما في هذا الوقت نواجه نوعاً آخر من الغلاظ الأشداء الذين لا يسألون عن الذي حضر صلاة الجماعة ومن لم يحضر. بل يدَّعون أنهم وحدهم يعرفون نوايا الناس في حين أننا نعرف أن ذلك ملك لله وحده.