تأتي قمة الدول أعضاء منظمة التعاون الإسلامي في القاهرة متزامنةً مع مثالٍ حي على «التضامن» قدمته المملكة لأبناء الشعب الفلسطيني الشقيق في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، وذلك بافتتاح المرحلة الأولى من «الحي السعودي»، هذا المشروع السكني الذي جمع في مرحلته الأولى شملَ 752 أسرة فلسطينية شردتها إسرائيل، فيما يُنتظر أن توفر مرحلته الثانية 800 منزل آخر بحلول العام المقبل. أصلح هذا المشروع جزءاً مما أفسده الاحتلال مع بدء انتفاضة الأقصى الثانية بتلبيته نداءات الفلسطينيين ورفعه معاناة فقدِ منازلهم، فبدا «أنموذجاً» لما يحتاجه أبناء العالم الإسلامي في عدة دول من دعمٍ يؤثر إيجاباً على معيشتهم اليومية ويُشعرهم بقيمة أن يكونوا أبناء أمةٍ واحدة يشكل «التكافل والتراحم» مفهوماً راسخاً في عقلها الجمعي وثقافتها الدينية. أدخل «الحي السعودي»، بما يضمه من منازل وحدائق وعيادات صحية، السكينة في قلوب أبناء رفح فتأكدوا «أنهم ليسوا وحدهم» وأن هناك من المسلمين من يشعر بمعاناتهم التي بدأت بتشريدهم قبل نحو عشر سنوات عاشوها عجافاً، لذا كان من الطبيعي أن يزيِّن علم المملكة بلونه الأخضر ولافتات تحمل صورة خادم الحرمين الشريفين شوارع وجدران غزة. ولأن المملكة تقف دائماً خلف الفلسطينيين التزاماً بدورها الرائد إسلامياً وعربياً، قرر صندوق التنمية السعودي تخصيص 34 مليون دولار أمريكي لإنشاء مرحلة ثالثة من «الحي السعودي» في رفح كامتداد للمشروع. هكذا يكون «التضامن الإسلامي»، ب «الفعل» لا ب «القول»، وعلى المستويين الاجتماعي والسياسي، وهو ما اعتادت عليه المملكة، لذا لم يكن غريباً أن يؤكد المتحدث باسم وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» أن الرياض هي المانح العربي الأكبر لها.