اتهم الروائي الدكتور إبراهيم الخضير دور نشر بتقديم هدايا وأموال لكتاب، بهدف الترويج لمنشوراتهم، بغض النظر عن جودتها، مشيرا إلى وجود «شللية» في الوسط الثقافي، موجها لوما إلى وزارة الثقافة والإعلام في عدم دعهما الروائيين والمثقفين بشكل عام. وقال الخضير، في أمسية أقامها فرع جمعية الثقافة والفنون في الدمام، أمس الأول، وأدارها حسين الجنبي، تحت عنوان «محاضرة حول رواية العودة إلى الأيام الأولى»، إن المملكة العربية السعودية شهدت في سنوات سابقة طفرة في الرواية، وتصدرت مصر في العدد، مضيفا أن بعض الروايات السعودية جيدة، لكن مشكلتها عدم توافرها في المملكة، رغم وجود روايات لكتاب عرب وأجانب تحوي محظورات، كما أن هناك روايات سعودية تلقى حضورا في الخارج أكثر من المملكة. ورأى أن وزارة الثقافة والإعلام لا تشجع الروائيين أو تساهم في تنمية مهاراتهم، ولم تعط الروائيين حقهم من التشجيع والدعم، مشيرا إلى أنه في مصر يُفرغ الكاتب لإنجاز كتابه، كما أن الكاتبة عالية ممدوح حصلت على مكافأة وسكن لمدة عام في فرنسا من أجل كتابة روايتها «محبوبات». وأوضح أن أحد المسؤولين في مناسبة ثقافية كشف عن تخصيص «وزارة الثقافة خمسين مليون ريال فقط للثقافة في المملكة، فيما مصر خصصت في العام ذاته ملياري جنيه»، ملمحا إلى أن دعم الثقافة ليس ضمن تصور الوزارة. وقال إن بعضا من كتاب الرواية يفتقدون للثقافة والخبرة في الحياة، مضيفا أن منهم من لا يقرأ روايات، وأن بعضهم يكتب ويدفع مالا كي ينشر له، كما أن بعض الروايات ساهمت في نشرها المجاملات والعلاقات الشخصية، وتجد احتفاء بها من قبل «الشلة» التي ينتمي لها الكاتب، وأن دور نشر تدفع مالا وهدايا لكتاب في صحف من أجل الكتابة عن منشوراتها دون النظر إلى جودتها. ورأى أن البعض يكتب في موضوعات لا يفقه فيها شيئا، مثل علم الطب النفسي، وينطبق الأمر على النقاد أيضا، مبينا أنه لا يكفي قراءة كتاب في علم النفس حتى يكون الكاتب قادرا على الكتابة حوله. وعن روايته «العودة إلى الأيام الأولى»، ذكر أنه في بداية الأمر لم يكن ينوي كتابتها كرواية، وإنما قصة، استوحاها من أحداث حرب الخليج الثانية، ثم تحولت إلى رواية، وأنجزها في بريطانيا، ونشرت في عام 2004م عن دار الانتشار العربي في بيروت، مضيفا إنه عرضها على أصدقاء ولاقت تشجيعا منهم، واقتراحا بحذف بعض مقاطعها أو تغييرها، وهذا ما علمه تحاشيا للمشكلات، نافيا أن تكون هذه الرواية سيرة ذاتية. ونشر الخضير، الذي يعمل مستشارا أول في الطب النفسي في كلية الأمير سلطان للعلوم العسكرية في الرياض، ثلاث روايات «العودة للأيام الأولى» و»رحيل اليمامة» و»في انتظار الرجولة»، إضافة إلى قصص، منها «بقايا صمت طويل»، وألّف أربعة كتب في الطب النفسي، منها «100 سؤال عن الفصام»، و»التغلب على الخوف».