وهذه الشقة بها ثلاث وظائف فهي سكن لعمالة وافدة في الصباح تتحول إلى حضانة وروضة أطفال لأبناء العاملات في مشفى مجاور لها في حي الزهراء في مدينة جدة.. تقول السيدة الفاضلة الساكنة في العمارة المجاورة إن شقتهم تأثرت بالدخان المتصاعد من مدخنة كانت مرتفعة في موازاة شقتهم. فلما اشتكوا للعمال تكرموا برفع المدخنة حتى تجاوزت مستوى شقتهم لكن الأثر مازال يتأذى منه أطفالها من خلال المكيفات الخاصة بهم. فلما قلت: لماذا لا تشتكون للبلدية؟ قالت: نحن نطلب الرقم المعلن للإبلاغات لكن الرقم لا يرد عليه أحد. قلت: اذهبوا إلى البلدية فربما وجدوا لكم حلا. قالت: لا أعتقد.. هذه الظاهرة وغيرها تنتشر في بلادنا وتتقاعس كل الجهات عن القضاء عليها بل وتسمح لها بالانتشار. أثق أن هذه العمالة من المخالفين لنظام الإقامة. وأن المكان ليس مهيأ أن يكون مركزا للأطفال وقد يتعرضون لكارثة في أي لحظة. وأن المطبخ الذي يوزع منتجاته في الحي وخارجه ليس مرخصا ولا تتوفر فيه أبسط الشروط الصحية للمطاعم. المخالفون في بلادنا يفعلون كل شيء لأنهم يدركون أن لا أحد يعاقب ولا أحد يسأل. أجزم بأن مراقبي البلدية يمرون على هذه العمارة ويشاهدون مدخنة المطبخ والأمر لا يعنيهم. السؤال هو لماذا لا نشعر جميعا بالغيرة على وطننا ونتكاتف جميعا من أجل هذا الوطن الغالي؟!