منذ أشرقت شمس الإسلام وأعداؤه يكيدون له، فالصراع بين الإسلام وأعدائه صراع قديم، ويتخذ صوراً عديدة تختلف في كل مرحلة من مراحل الصراع هذه، وما أحداث 11 سبتمبر إلا واحدة من هذه الصور، فمنذ تفجير برجي التجارة والإساءات الغربية (الأوروبية والأمريكية) تتكرر بشكل سافر، فقد أخذوا الإسلام والمسلمين مطية لتحقيق أهدافهم ومآربهم وتنفيذ مخططاتهم الاستعمارية بصورة شنيعة، وتتجسد الإساءات بكل الوسائل الممكنة وغير الممكنة التي من شأنها أن تستفز المسلمين وتثير حفيظتهم، وتصل حتى النخاع بصورة أبشع عندما تتعرض لرسول الأمة (محمد) صلى الله عليه وسلم.اليقين عندي أن أحداث 11سبتمبر هي مخطط غربي بعيد المدى تم الزج بالمسلمين فيه لتحقيق هدف معين لن يتحقق إلا بفعل ينتمي للإسلام والمسلمين. وقد تحقق لهم كثير من الأحلام التي رسموا خطوطها العريضة ليصلوا بها إلى قلب العرب، واستغلال مواردهم الاقتصادية في الخليج العربي.واستمرت لعنة سبتمبر تطارد المسلمين بالأذى في كل مكان، ولابد من البحث عن (سبتمبر) هذا.. بالتأكيد سنجد له دلالة في معتقداتهم، لأننا في الآونة الأخيرة نجد كل ما يسيء للإسلام خلال هذا الشهر، ذات يوم في سبتمبر صحا العالم على الرسام الدانمركي قبحه الله وقد طلب رسم لوحات لشخصية الرسول الكريم ليضعها على غلاف كتابه المعد للأطفال، وعندما رفض رسام الكاريكاتير ذلك أعلن عن مسابقة الغلاف برسم شخصية محمد عليه السلام، وتقدم اثنا عشر رساما بصور مسيئة لشخصيته صلى الله عليه وسلم، وقبله كان الرسام السويدي قد فعل مثل ذلك مع طلابه.هذه ليست الإساءة الوحيدة التي يتعرض لها الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ولا الوحيدة التي يتعرض لها الإسلام من قبل أعدائه (اليهود والنصارى)، بل إن هذه الاعتداءات مرضا متأصلا في نفوس الغربيين وأشياعهم، فلن ننسى كيف استخدموا المصحف الشريف أداة لتعذيب المعتقلين وقهرهم واغتصاب مشاعرهم والضغط عليها في (جوانتانامو)، وكذلك حين يمارسون الإساءات في كل مقدسات المسلمين في فلسطين وبغداد وأفغانستان، وكل مساجد الأرض، هذا التأصيل العدائي للإسلام ليس وليد اليوم بل هو منذ نزول الوحي على محمد صلى الله عليه وسلم، وسيستمر حتى تقوم الساعة، قال الله تعالى في كتابه الكريم: ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم)، ولن حرف توكيد ونصب، فهو يؤكد النفي بعدم رضى اليهود والنصارى عن الإسلام، ولهذا لا أستغرب ما يفعله أعداء الإسلام فيه، ولهذا يجب التصدي لهذه الحملات الصهيونية بقوة وحزم.بالأمس في سبتمبر أيضا صحا العالم على مقطع لفيلم يسيء للإسلام والمسلمين، ولن يكون الأخير ما لم يقف العالم الإسلامي صفاً واحداً في وجه الأحداث بحزم وقوة وبأس شديد وعلى المسلمين أن يكرسوا كل طاقاتهم بجدية، وأن يوحدوا جميع أطيافهم وفرقهم ومذاهبهم ليشكلوا قوة ترهب عدو الله وعدوهم، ما لم يتم ذلك سيستمر الغربيون وأعوانهم في الإساءة لهم ولدينهم ولمقدساتهم وسيكررون أفعالهم وهم يتغامزون. لن تنفعنا التنديدات والبيانات، والخطب، فكل ذلك لن يثني أعداءنا عن أفعالهم بل يزيدهم عنادا وإصرارا فحينما يربطون الإسلام بالإرهاب فهم يعملون على تكريس ذلك في أذهان الرأي العام العالمي، وردود الفعل التي تأتي من المسلمين الغاضبين هي مطلب الغرب ليثبتوا للعالم أن الإسلام دين الإرهاب، وأن المسلمين إرهابيون. العداوة مستمرة، وهي عداوة منصوص عليها في دستورنا الإسلامي، لكنهم يفعلون ولا نفعل، ويحتاطون لكل شيء ولا نحتاط لهم، ويرتبون أفعالهم ولا نرتب أعمالنا، ويرسمون خططهم ولا نرسم خططنا، حتى عندما يفاجئنا فعلهم المسيء يكون رد فعلنا هو التنديد والشجب والاستنكار. لاشك أن هذه الإساءة البشعة لرسولنا الكريم تثير حفيظة المسلمين في كل بقاع الأرض، وقد نددت الجماهير الإسلامية الشعبية في بعض البلدان صبيحة يوم عرض الفيلم، وخرجت في مظاهرات غاضبة، وتجمهرت حول السفارات الأمريكية، وأعلنت عن غضبها بالمظاهرات وحرق الأعلام الأمريكية واليهودية، وقتل الشخصيات التي تمثل بلادها رسميا، وهو ما لا يقره الإسلام لكن ثورة الغضب العارمة أعمتهم وأصمتهم، فخرجت الشعوب الإسلامية في العواصم العربية والإسلامية للدفاع عن رسول الأمة، ولترد الطعنة بأسوأ منها، وما كنا نتمنى أن يكون رد الفعل هكذا بصورة غوغائية وعشوائية، وقتل أبرياء، وسفك دم بريء ليس له يد فيما يحصل، ولكن كيف يفعل المسلمون أمام هذه الإساءات المتكررة؟ وكيف يمكن أن يهدأ المسلمون؟ ومشاعرهم ثائرة غاضبة، مما يفعله بهم أعداء الأمة.ولهذا أتمنى من الحكومات الإسلامية العمل على وحدة الصفوف والضغط على القوى الأوروبية والأمريكية بكل السبل المتاحة من أجل إحقاق الحق بالعدل والقوانين الدستورية الشرعية التي تحترم الأديان، وتحترم الرموز والمقدسات، وأن تعمل الجماعات الإسلامية المنتشرة في كل بلدان الأرض على تحسين صورة الإسلام في عيون الغافلين الذين يستخدمونهم الأعداء في تنفيذ المخططات (اليهوسيحية) اليهودية والمسيحية، ومناشدتهم بالمنطق الذي يؤمنون به، وبدستورهم والبحث عن نقاط ضعفهم والدخول منها إليهم.. فالأخلاقيات الليبرالية التي يؤمنون بها ويطبقونها في حياتهم تتوقف عن التطبيق عندما يكون الأمر يخص الإسلام والمسلمين، ولا تطبق تشريعاتهم وقوانينهم علينا، فعندما ندخل إليهم من هذا المنطلق فإننا نحاصرهم ونحجمهم ونضعهم في حرج أمام العالم.