تسير الأحداث في سوريا تجاه المزيد من القتل يومياً في الوقت الذي مازال المجتمع العربي والدولي يبحث عن حلول دون أن يتخذ أي قرار لوقف هذا النزيف الذي يفوق كل تصور. ومشاهد الدمار في أحياء مدينتي حلب وحمص وفق ما يتناقله الناشطون تفوق الوصف، حيث يستخدم النظام أشد أنواع الأسلحة فتكاً وتدميرا. يحرق النظام السوري الناس أحياء بشكل يومي دون أن يجد ردود فعل تذكر، حتى أن قتل الأطفال والنساء فاق كل معدلات الثورات السابقة، ولم يستطع المجتمع الدولي رغم قساوة كل ما يحدث أن يقدم أي موقف لوقف نزيف الدم السوري، وما زالت موسكو وطهران تدعمان النظام في حربه المجنونة ضد الشعب والوطن السوري في ظل انقسام عربي، وعجز دولي يبدو أنه متعمد لإراقة المزيد من الدماء وتدمير البلاد. وكما أن نظام دمشق لم يشبع من إراقة دماء السوريين فإن دولا غربية وإقليمية، يبدو أنها يروق لها قتلهم وتدمير بلادهم وأن تسير سوريا نحو المجهول. والمراقب لسلوك هذه الدول وتصريحات زعمائها السياسيين تجاه ما يجري في سوريا يلاحظ ببساطة أنهم يقدمون المزيد من الكلام الذي يطمئن الرئيس السوري بأنه لايزال لديه الوقت الكافي للقضاء على الثورة السورية مهما كان الثمن الذي يدفعه شعبها من دماء أبنائها وأطفالها، لذا نجد أن الأسد يستخدم الرصاص والمدافع والدبابات ومن ثم الطائرات التي تلقي ببراميل المتفجرات فوق السكان الآمنين، الذين يتصدون بأجسامهم لهذا الجنون الممهور بالخاتم الدولي وبعلم مجلس الأمن ومبعوثيه الذين لا حول لهم ولا قوة. قُتِلَ أكثر من ثلاثين ألفاً من السوريين حتى الآن، ولا أمل لدى السوريين بقرار دولي يجبر النظام على وقف إراقة الدماء، خاصة بعد أن شاهدوا خطابات الزعماء الغربيين ووزرائهم وكيف تعاطوا في كلماتهم أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مؤخراً مع ما يحدث في سوريا، وهي خطابات جاءت بمثابة استمرار وتكرار لمواقف هذه الدول على مدى العام والنصف من عمر الثورة.