مشكلة الإسكان من أكثر المشكلات التي تواجه المواطن، فقيمة السكن لا تتوافق مع دخله، وعدم التوافق هذا يعود أسبابه إلى ارتفاع سعر الأراضي بمباركة المحتكرين من جهة، وتكلفة البنيان من جهة أخرى. ولن أتحدث عن المحتكرين فالجلد في الميت حرام، ولكن دعونا نتحدث عن تكلفة البنيان. الناظر إلى بيوتنا يتوقع أن هذه الصناديق الإسمنتية عبارة عن ملاجئ حربية تم تصميمها لتقاوم قصف القذائف، أو يظن بأن هذه المملكة تتعرض سنوياً إلى أعاصير تقتلع الحجر والشجر. يا جماعة الأجواء لدينا (راس مالها حر ورطوبة وعج) فلو خففنا على المواطن حمل البنيان بالسماح له ببناء البيوت الخشبية والتصاميم الحديثة قليلة التكلفة، سيتفرغ حينها للدعاء للمحتكرين بأن يهديهم الله (ويبطلون سالفة) الاحتكار، وبهذا نكون حللنا مشكلة تكلفة البنيان، وانتهت قضية الاحتكار بسبب دعاء المواطن!