الشرق ترصد مسيرة ناد استثنائيّ في الموسم الحالي

القطيف – ياسر السهوان
آل سيف: النادي ليس ساحة للعب بل للتربية واحتضان الرياضيين
يعاني من شح الموارد ولاعبوه يتدربون في المدارس
خطف نادي الترجي بالقطيف الأنظار هذا الموسم بعد أن حقق العديد من الانجازات في مختلف الألعاب، وكان آخرها صعوده إلى الدوري الممتاز لفئة الشباب للكرة الطائرة، ومنافسته لفريقي الأهلي والهداية على حصد لقب الدوري الممتاز لفئة الناشئين، إضافة إلى نتائج الفريق الأول لكرة القدم المتميزة في دوري الدرجة الثانية، وكذلك الفريق الأول لكرة اليد في الدوري الممتاز، بجانب تفوقه الكبير على مستوى الألعاب الفردية خصوصا في لعبة التايكندو التي تضم لاعبين دوليين تم اختيارهم مؤخرا للمشاركة في البطولة الآسيوية المقبلة، وهما بطل المملكة في القتال والبومسي لفئة الشباب جعفر المصطفى، وزميله لاعب الفريق الأول سلمان البناي، وأيضا لعبة رفع الأثقال التي حافظت على موقعها كمنافس دائم على البطولات المحلية والدولية.
تاريخ حافل
م. حمد الدحيم
ويملك نادي الترجي الذي تأسس عام 1401ه بمسماه الحالي بعد اندماج ناديي البدر والشاطىء تاريخا حافلا، ويعد رافدا أساسيا للمنتخبات الوطنية في مختلف الألعاب، ففي كرة القدم دعم المنتخب الأول في فترة سابقة بعدد كبير من اللاعبين في مقدمتهم عثمان مرزوق و نزار عباس، وفي كرة السلة عبد العزيز أبو السعود و أحمد الغراب ومحمد الزاير، وفي كرة الطائرة محمد عيد و شوقي الجشي و نزار العوامي وعلي باقي وبسام الخنيزي، وفي كرة اليد إحسان الجشي وحسين أخوان، وغيرهم الكثير من نجوم الألعاب الفردية مثل السباحة ورفع الأثقال، إضافة إلى أن أول ميدالية أولمبية حققتها المملكة كانت برونزية في لعبة التايكدنو نالها لاعب الترجي إبراهيم جعفر في أولمبياد سيؤول عام 1988، وعلى مستوى الألعاب حقق نادي الترجي بطولتين خارجيتين في لعبة رفع ألأثقال الأولى على مستوى العرب في الأردن عام 2006، والثانية كانت بطولة الأندية الآسيوية في الموسم الماضي.
أنشطة اجتماعية
ولا يقتصر نشاط نادي الترجي على الجانب الرياضي فهو يضم مجموعة متطوعة من الكشافة التي تشارك في خدمة المجتمع في أنشطة اجتماعية وثقافية مختلفة، كما يقدم النادي من فترة إلى أخرى ندوات ثقافية وصحية وفكرية تحت إشراف اللجنة الثقافية، أما الجانب الإعلامي فقد تم تفعيل دور اللجنة الإعلامية بشكل كبير، ويملك جوال الترجي شعبية كبيرة من حيث عدد المشتركين الذي يصل إلى 15 الف مشترك، إضافة إلى أنه أول ناد في المملكة يقوم ببث كل مبارياته على الهواء مباشرة عن طريق المصور علي أبو خليل، وتعليق المعلقين نادر الراهب ونذير المقبل، مستخدماً الامكانيات المتاحة له عن طريق الشبكات الإلكترونية.
تحديات ومصاعب
شفيق آل سيف
واللافت للنظر في مسيرة نادي الترجي، أنه واجه العديد من التحديات والظروف الصعبة لإبقاء الألعاب المختلفة ساحة التنافس المحلي والخارجي، وقال رئيس النادي، شفيق آل سيف: «لا يخفى على الكثيرين الظروف الصعبة التي تمر بها أندية الدرجتين الثالثة والثانية، والمتمثلة في شح الموارد المالية، وهي أمور يصعب التغلب عليها، ولكن بجهود بعض الأهالي وقليل من رجال الأعمال تمكنا من مواصلة الطريق وحصد الألقاب»
واشتكى آل سيف من ضعف البنية التحتية للنادي، لكنه استدرك قائلا: عانينا كثيرا من عدم توفر الملاعب الجاهزة في الفترة الماضية، وتغلبنا على هذه المشكلة باستئجار أرض أنشأنا عليها ملاعب خارجية مؤقتة، معتبرا أن هذه الملاعب التي تم تجهيزها بجهود ذاتية ومساهمات من بعض رجال الأعمال أسهمت في استقرار فرق النادي وانعكست إيجابا على مسيرة هذه الألعاب في مختلف المنافسات.
المدينة النموذجية
وقال رئيس نادي الترجي إن الانتهاء من بناء المدينة الرياضية سيضاعف من انجازات النادي، خاصة وأن الملاعب الحالية لا يتوفر بها مسبح يتدرب عليه لاعبون حققوا الكثير من الانجازات الخليجية، أو صالة للاعبي رفع الأثقال الذين يتدربون في إحدى المدارس، موضحا أن المدينة الرياضية النموذجية التي اعتمدتها الدولة وبدأ العمل عليها في الجزء الجنوبي لمدينة الأمير نايف بن عبدالعزيز الرياضية بالقطيف على مساحة 43 ألف متر مربع تقريبا، وتضم كافة احتياجات الرياضيين، ستشكل عاملا مساعدا وإضافيا رغم بعد المسافة عن الرياضيين المنتمين للنادي».
واعترف آل سيف أن بُعد المدينة الرياضية سيشكل عائقا كبيرا أمام اللاعبين، بيد أنه أوضح: لم نتمكن من الحصول على أرض قريبة من المقر الحالي، بحثنا طويلا ولم يكن هناك أمامنا خيارا آخر، مشيرا إلى أنهم يعملون حاليا على إنشاء ملاعب خارجية لكرة القدم واليد قريبة من الملاعب الحالية تحسبا لازدحام الملاعب الرئيسية طوال أيام السنة، لافتا إلى أن هذه الملاعب ستكون أرضيتها مغطاة بالنجيل الصناعي حتى تتحمل ضغط اللعب المتواصل.
أسرار النجاح
وعن أسرار تفوق نادي الترجي، وبروزه في الألعاب المختلفة، قال آل سيف: «اعتقد أن من أهم عوامل النجاح بالنادي هو التعامل الراقي والمثالي للمدربين والإداريين مع أبنائهم اللاعبين، ومعرفتهم بكل صغيرة وكبيرة عن حياة اللاعبين، مشيرا إلى أن الإدارة عملت على استقرار اللاعبين الكبار بتوظيفهم وخصوصا في فريق كرة القدم، وتابع: النادي ليس ساحة للعب فقط، بل مكانا للتربية ومساعدة الرياضيين واحتضانهم، ولا أخفي أن الكثير من الأمهات يشعرن بالأمان على أولادهم بمجرد دخولهم النادي، وهناك من يأتين ويقفن خلف الأسوار ويشاهدن ماذا يفعل أولادهم في النادي.
نظرة قاصرة
ورأى مدرب الفئات السنية لكرة الطائرة بالنادي، المصري عادل محمد أن نظرة المجتمع لا زالت قاصرة تجاه النادي، وكثير من أولياء الأمور لا يشجعون أبناءهم على ممارسة الألعاب الرياضية بحجة أنها تؤثر على تحصيلهم الدراسي، وقال: لا البعض يعتقد أن انخفاض درجات أبنائه سببه ألأول والأخير هو النادي وهذه نظرة غير صحيحة نعاني منها كثيرا، وأثرت في انخفاض مستويات اللاعبين، إضافة إلى أن كرة القدم لازالت تستهوي الصغار وتستحوذ على رغباتهم، ولكننا تمكنا من إقناع الكثير والعمل مع الإدارة على تكوين قاعدة صلبة، وكانت أولى ثمراتها انجازي فئة الشباب والناشئين».
دور الإعلام
وشدد عضو مجلس إدارة النادي نصر أبوالسعود على أهمية الدور الإعلامي في إبراز أنشطة وبرامج الأندية الرياضية، مؤكدا أن نادي الترجي لم يأخذ حقه الإعلامي الكامل نظير ما يحققه ويقدمه من إنجازات، وأوضح: الإعلام يسلط الضوء على الترجي بشكل مؤقت مؤقت عندما يحقق بطولة خارجية كبيرة مثل البطولة الآسيوية أو العربية في رفع الأثقال.
وأضاف: كل الأندية التي تصنف على أنها درجة ثالثة لا تأخذ حقها بالكامل، والأضواء تسلط دائما على لعبة كرة القدم، ونأمل أن يتغير الوضع ونجد الاهتمام الذي يوازي ما تحققه هذه الأندية من إنجازات في مختلف الألعاب وليس في كرة القدم فقط.
صورة لملعب كرة السلة

لاعب رفع أثقال نادي الترجي عدنان السادة