نشرت مجلة النيوزويك عرضاً لكتابين متناقضين صدرا ما بين باكستانوأفغانستان, الأول كتبه أحد قياديي حركة طالبان، كما كشفت المجلة، ولكنه غير معروف الاسم، والأخر كتاب صدر عن “شبكة حقاني” وقدم له زعيمها الفعلي سراج الدين حقاني، نجل القائد الميداني المعروف جلال الدين. الكتاب الأول يراجع، ولأول مرة حسب المجلة، أخطاء طالبان، داعياً إلى مراجعة في بنية الحركة فكرياً لفتح قنوات للتفاوض مع الغرب، وإعادة تقديم صورة طالبان كجزء من أفغانستان، وليس القوة الوحيدة، ومحو صورة الحركة بأنها ضد التعليم. ورغم أن النيوزويك تعد هذه جديداً, فقد سبق أن طرح في حركة طالبان من قبل وليس جديداً، حيث أن هناك تيار في طالبان دعى دوماً إلى مثل هذا الطرح، ولكن صوته غير قوي داخل التيار. كتاب حقاني، بالمقابل، يطرح طرحاً جديداً لهذه الحركة التي تنشط في شمال وزيرستان, وهو أنها تدعو إلى شن هجمات خارج اقليمي باكستانوأفغانستان. يذكر أن الولاياتالمتحدةالأمريكية تسعى لفتح قنوات حوار مع الشبكة، ويشير جوبي واريك في كتابه “العميل الثلاثي” –كتاب يتحدث عن الأردني همام البلوي الذي موه الاستخبارات الأمريكية والأردنية ونفذ عملية انتحارية في قاعدة خوست في ديسمبر عام 2009- إلا أن هذه الشبكة كانت أكثر المجموعات المسلحة في المنطقة قابلية للتعاون مع الولاياتالمتحدة وغيرها لأسباب براغماتية ومالية، ولكنها جنحت إلى إلأدلجة أكثر فأكثر. الكتاب المكون من 144 صفحة وطبع منه نحو 10 ألاف نسخة وتم تصويره وتوزيعه في الإقليم ما بين أفغانستانوباكستان، وقد صدر بلغة الباشتو –اللغة الأكثر انتشاراً في المنطقة-، وفي هذا دلالات على نجاح استراتيجية التيار السلفي-الجهادي, في تحويل الجهاد، كما يعرفونه، إلى ظاهرة محلية. غلافا كتاب شبكة حقاني كما نشرته مجلة نيوزويك منذ عام 2008 برزت هذه الاستراتيجية بسعي القاعدة إلى جعل المحليين يتبنون إيديولجيتهم، وليس فقط استضافتهم في مناطقهم، ويبدو أن هذه الاستراتيجية تسجل نجاحاً في تلك المنطقة، فمثلاً من الأفكار الرئيسية في كتاب حقاني، الذي يمدح القاعدة، ب “وجوب الجهاد دون إذن الأبوين”، و”جواز العمليات الانتحارية في الإسلام”, ولعل في ذلك مؤشرات عن التغير الإيديولوجي لدى المجموعات المسلحة في تلك المنطقة.