عُمان لم تخرج من الخليج حتى تعود إليه. والذين تحدّثوا حول مضمون «العودة»؛ ربّما لم يلتفتوا إلى حقيقةٍ صامدة في الشأن العماني حتى من قبل تأسيس مجلس التعاون الخليجي. سلطنة عمان الشقيقة جزءٌ لا يمكن أن يتجزّأ من النسيج الخليجي، سكانياً، وثقافياً، وبالتأكيد سياسياً. وانضمامها إلى التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب لا يعني «عودة» عمان ولا أيّ معنى من هذا القبيل. عمان دولة خليجية ذات سيادة وقرار مستقل، وضمن المنظومة الخليجية الأخوية، والانضمام إلى التحالف إجراء يُضاف إلى العلاقات الأخوية القائمة أصلاً. وبقرارها المستقلّ؛ قرّرت الإعلان عن الانضمام إلى التحالف، لتدعم الأخوّة الخليجية والإسلامية في اتخاذ الموقف الأخلاقيّ الطبيعي من الإرهاب. وطبيعيٌّ أن يجد هذا الإعلان ترحاباً كبيراً على الصعيد الإقليمي والإسلاميّ، وطبيعيٌّ أن تؤكد السلطة أن انضمامها إلى التحالف يأتي دعماً لجهود المملكة العربية السعودية في مكافحة الإرهاب ومحاربته. إذ لم تعد دولة في العالم بمأمنٍ تامّ من غدر الإرهاب الذي يتربّص بالأبرياء والمقدرات والمكتسبات. وهذا ما سبق أن حذّرت منه المملكة، على لسان الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله. وهذا ما تأكد لدول العالم لاحقاً. الفكر الأمني السعودي استشرف المستقبل مبكراً، واتخذت الدولة قراراتها في مواجهة الإرهاب، ولكل قرارٍ وضعه وظروفه. وحين حتّمت الظروف الأمنية الدولية اتخاذ قرار التحالف الإسلامي؛ فإن القرار جاء في مرحلة حاسمة، وليس أمام القيادات المسؤولة إلا تأسيس هذا التحالف. والشقيقة سلطنة عمان جزءٌ من هذا التحالف، لأنها جزء من النسيج العربي والإسلامي.