نظم المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات في جنوبالدمام «غراس»، بالتعاون مع لجنة التكافل الأسري في إمارة المنطقة الشرقية برنامج «تصافينا» لتعزيز القيم في المجتمع، وذلك على مدى يومين في مجمع العثيم مول، وساحة إسكان الدمام. وفي «العثيم مول»، استضاف المكتب الدكتور خالد الحليبي، الذي تحدث عن أهمية الأمن الفكري في المجتمعات، وهدي النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، في محاربة الفكر المنحرف. واستعرض الحليبي بعض سمات أصحاب الفكر المنحرف من واقع الدراسات العلمية الموثقة، ومن ذلك أن غالبيتهم شبانٌ لم يكملوا تعليمهم، ولديهم مشكلات اجتماعية ونفسية، ويقفون عند ظاهر النصوص، ولا يعرفون سياقاتها ودلالاتها، مشيراً إلى أن المسؤولية تقع على عاتق الجميع في التصدي لأصحاب هذا الفكر، مؤكداً على أهمية دور الأسرة، وقربها من أبنائها، وتعزيز العلاقة بهم لوقايتهم وسد أي فراغ قد يستغله أصحاب الفكر المتطرف. وقدم الحليبي مجموعة من الوصايا العلاجية، يأتي في مقدمتها تحصين الأبناء من قِبل الآباء، ومصادقتهم، والاستماع إليهم وإلى همومهم وتطلعاتهم، وتقدير ذاتهم وتشجيعهم. فيما تناول مدير الدعوة والبرامج في «غراس» مشهور الشريف في اليوم الثاني علاقة الأمن الفكري بالهوية الشخصية، حيث عرَّف الأمن الفكري بأنه سلامة اعتقاد المسلم وسلوكه من كل فكر جديد يخرجه عن الوسطية والاعتدال في فهمه الأمور الدينية والسياسية، وأن يعيش المسلمون في بلادهم آمنين على مكونات أصالتهم وثقافتهم ومنظومتهم الفكرية المنبثقة من الكتاب والسُّنة. واستعرض الشريف أسباب قابلية الشباب للتجاوب مع الغزو الفكري المتطرف ومن ذلك: التدين السطحي، وعدم التعمق في فهم المقاصد، والجهل بضروريات الدين وبأركان الإيمان وأسس العقيدة ومبادئ التوحيد، والفراغ الفكري والعاطفي والبدني، والألعاب الإلكترونية التي تنمِّي روح العداء والانتقام منذ الصغر، وغياب متابعة الوالدين، والجمود العاطفي، والاستهانة بحرمة دم الإنسان، وعدم تقدير خطورة الخروج على ولي الأمر والعلماء، والغلو في الحكم على أصحاب المعاصي وتكفيرهم، وعدم فهم الواقع والتاريخ والسنن الكونية، واستعجالهم النتائج وطلب غير الممكن، والمغامرة ومحاولة اكتشاف المجهول، وهو شعور فطري في مرحلة معينة ينتج عن قوة وحماس وعنفوان الشباب، وهو ما يحاول أن تستغله الفرق المتطرفة، كما أنهم يحاولون تغيير المجتمع بكامل أفكاره وتقاليده وأخلاقه وأنظمته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بأساليب ورسائل واهية وخيالية، وإمكانات بدائية غير مدروسة أو فاعلة.