انتشرت خلال الأيام الماضية بعض المقاطع تبرز مهارة الجنود السعوديين على الجبهة الجنوبية للمملكة وهم يفكون الألغام التي زرعها الحوثي في بعض المناطق الجبلية. تبرز تلك المقاطع مدي إيمان الجندي السعودي إلى جانب جنود قوات التحالف الموجودة في المنطقة الجنوبية والحفاظ على أرض الوطن ومدى استعدادهم للتضحية بأنفسهم مقابل حماية الآخرين. وعلى طاولة المفاوضات السياسية يبرز الدور العالمي في دعم قوات التحالف الداعمة للشرعية اليمنية مقابل قوات المنزوع علي عبدالله صالح والحوثيين، وقد اتضح ذلك خلال الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري والوفد المرافق الذين أكدوا على دعم المملكة في حل كافة النزاعات في المنطقة، وضرورة الانتهاء من الأزمات (السورية/ اليمنية) من خلال المفاوضات أو إذا تطلب التدخل العسكري فيما يخص الشأن السوري لإنهاء تلك الحرب التي أفرزت عديداً من خلايا الإرهاب بسبب دخول القوات الإيرانية لمساندة النظام الحاكم في سوريا لقتل المتمردين قبل سنوات، حتى استطاعت تلك الممارسات الطائفية في كل من (اليمن/ سوريا)، من قبل النظام الإيراني لجر عدد من المقاتلين العرب للذهاب لساحات المعركة في سوريا، كما استطاع النظام السوري والإيراني تحويل المعركة بجدارة لحرب طائفية أدخلت المنطقة في صراعات إقليمية متوالية. فدخلت تلك الأحزاب والتنظيمات التي تدعم نظام الأسد من جهة وتنظيمات أخرى تتقاتل وتحتل مناطق آمنة يذهب ضحيتها المواطنون. ومن المتعارف عليه على مستوى التاريخ أن المعركة بين الأطراف المتحاربة تستمر إلى جانب استمرار المفاوضات بين كافة الأطراف للوصول إلى حل ينزع فتيل هذا القتال. إننا اليوم بحاجة لقرارات عاجلة توقف النزيف الدموي والاقتصادي الذي تسبب فيه النظام السوري، وكذلك القوات الحوثية الموجودة في اليمن وتتصارع مع القوات الشرعية للرئيس عبدالهادي عبدربه التي تم دعمها من قبل دول التحالف العربي للعودة وفرض السيطرة الشرعية على كافة أراضي البلاد، ولكن الحوثي المدعوم بالنظام الإيراني الذي يصر على تأجيج الصراع الطائفي في المنطقة من خلال التصريحات والأدوار التي يمارسها على أرض الواقع. الوطن العربي اليوم يعيش أزمة حقيقية بسبب التدخلات الإيرانية في كافة الأطراف العربية، ومنها تعطيل الانتخابات اللبنانية من خلال حزب الله، وكذلك استمرار دعم النظام السوري بكافة الأسلحة التي تمد عمر النظام في الصراع وتجعله أكثر شراسة على شعبه، وكذلك استمرار الدعم للقوات الحوثية ومدهم بالسلاح والألغام التي يقومون بزراعتها في المنطقة. تحية إجلال لجنودنا المرابطين في الحد الجنوبي لحماية الأرض والتضحية بأرواحهم في نزع فتيل تلك الألغام التي يمكن أن تؤثر على المناطق المحررة في المستقبل بوجودها.