بنفس حجم الألم والاستنكار اللذين واجهنا بهما حادثتي القديح والعنود نقف مفجوعين في الشاب ضيف الله القرشي الذي قُتِل في العوامية بطلق ناري حاول أن يخترق وحدة هذا الوطن قبل أن يخترق رأس ضيف الله. نعم إنه الألم من أجل الوطن الذي جمعنا على ترابه وصهرنا في بوتقته سعوديين سعوديين نعيش في أمن وأمان ونعم من الرحمن، ولكنَّ الشانئين ما زالوا يحاولون أن يجعلوا هذا الوطن ساحة لصراع واحتراب بين أبنائه، حتى يصبح الأمر فعلاً وردة فعل ونمضي على ذلك حتى تشتعل النار ونحترق جميعاً بهذه النار التي لن تفرِّق بين عاقل ومتشنج، متسامح وعدائي، معتدل وطائفي. وبقدر الألم على مقتل هذا الشاب؛ فقد تألمت من تلك التبريرات التي تساق ضمن الخبر بكون وجوده في العوامية لأنه ضل الطريق؛ وكأن العوامية منطقة مُسيَّجة وليست جزءاً من الوطن الفسيح الذي كفلت أنظمته لجميع أبنائه على مختلف طوائفهم حرية التنقل فيه وفق الآداب المرعية. من هنا، فإن المأمول من الجهات المختصة بعد القبض على الجناة تقديم المسؤولين عن جميع هذه الحوادث الثلاثة «القديح والعنود والقرشي» إلى ساحة القصاص في آن واحد؛ فلعلنا نقطع بذلك رأس الفتنة ونئد الشر في مهده!! رحم الله ضيف الله وأعظم الأجر والصبر لذويه.. وحفظ الله الوطن!