حرَّر الإسلام المرأة، حريةً مسؤولة تضمن لها ديمومة العيش الكريم، حرة داخل دائرتين: الدين والعُرف، اسمع: «جاءت فتاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم تقول: إن أبي زوَّجني من ابن أخيه ؛ ليرفع بي خسيسته، وأنا كارهة. فدعا رسول الله أباها، وجعل الأمر إليها، فقالت: يا رسول الله قد أجزت ما صنع أبي؛ ولكن أردت أن تعلم النساء أنْ ليس للآباء من الأمر شيء» وتأمل: «استوقفت خولة بنت ثعلبة – التي نزلت فيها سورة المجادلة تستجيب لطلبها – أمير المؤمنين عمر قائلة: قف يا عمر، فوقف لها، ودنا منها فقالت: هيه يا عمر! عَهِدتك وأنت تسمَّى عُميراً وأنت في سوق عُكاظ ترعى القيان بعصاك، فلم تذهب الأيام حتى سُمِّيت عمرَ، ثم لم تذهب الأيام حتى سميت أمير المؤمنين، فاتق الله في الرعية، واعلم أنه من خاف الوعيد قَرُب عليه البعيد، ومن خاف الموت خشي الفوت، فقال لها الجارود: قد أكثرت أيتها المرأة، فقال عمر: دعها»، بل تأمل – يا سيدي الكريم- مناقشتها الوحي، فها هي أم سلمة تقول لنبي الرحمة صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله، يُذكر الرجال في الهجرة ولا نُذكر؟ فنزل قول الله تعالى: «فاستجاب لهم ربهم أني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض.. الآية»، وابحث عن رأي البدو في المرأة، الذين وإن وجدت لديهم في بعض الجوانب إهانة للمرأة فهذا أمر طبيعي مردُّه الجهل ولكنه نادر!، المكان لا يكفي لأحدِّثك عن المرأة في الأدب البدوي ودورها في مجتمعها وافتخار الرجال بها والشخصيات النسائية القيادية، ولكن بقي في المكان لأقول: أعيدوا للمرأة حريتها، فهي تعيش فترة لا الدين يقرُّها، ولا الأعراف تعرفها!، وإنما القاعدة: يغلبن الكرام.. ويغلبهن اللئام.. والسلام!