يعرف الجميع مواقف المملكة العربية السعودية الصادقة تجاه أشقائها وأصدقائها على مدى التاريخ، إنها مواقف مشهود لها يعرفها القاصي والداني، فهي صادقة في مواقفها ومع الحق دائماً إن شاء الله. إن ما تعرض له اليمن الشقيق من اعتداء غاشم من الحوثيين وانقلابهم على السُّلطة الشرعية بمساعدات خارجية غير مُبررة، يُعدُّ عدواناً يهدد أمننا واستقرارنا. المملكة لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء ما يجري من عدوان وقتل وتشريد من قبل هؤلاء الأوغاد ومن يقف وراءهم، خاصة عندما طلبت الحكومة الشرعية المساعَدة في وقف هذا العدوان الغاشم الذي لا يُراعي أبسط الحقوق الإنسانية. جاءت النداءات من الحكومة الشرعية بطلب وقف هذا العدوان الحوثي ومن يقف وراءه، لبَّت المملكة هذا النداء من باب الأُخوة التي تربطنا باليمن وبحكم أنها جارة لنا. وأن ما يجري في اليمن وما يقوم به هؤلاء من عربدة وأعمال لا يقرها دين ولا خُلق ولا أعراف، أعمال تؤكد أن لهم أطماعاً وأنهم يشكلون خطراً وتهديداً لسلامة أراضينا وحدودنا الجنوبية، جاءت وقفة وحكمة وشجاعة ونخوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- بالتشاور مع الأشقاء في مجلس التعاون والأصدقاء والمجتمع الدولي، واتخذ الملك المفدى القرار الحاسم. إن ما يقوم به الحوثيون من أعمال عدوانية أمر يُهدد أمننا واستقرارنا ناهيك عن القتل والسلب والنهب في اليمن الشقيق، وما يسعون إليه من إزاحة السُّلطة الشرعية اليمنية. أمر خادم الحرمين الشريفين باتخاذ اللازم حيال هؤلاء المعتدين «عاصفة الحزم»، فقامت قواتنا الجوية الباسلة وقوات دول مجلس التعاون الخليجي ودول شقيقة وصديقة للتصدي ووقف تمدُّدهم وإنهائه عن قريب، ولن يطول أمدُهم إن شاء الله، وقريباً سيتم دحض الهيمنة الحوثية ومن وراءها، وفرض وبسط الأمن في ربوع اليمن السعيد وكل منطقة الخليج العربي بإذن الله، وهذا تم كما أسلفت بطلب المساعدة من الحكومة الشرعية «السُّلطة المنتخبة في اليمن». المملكة العربية السعودية سياستها مُنذُ أن أَسَّس هذا الكيان المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيَّب الله ثراه- وجاء من بعده أبناؤه الملوك -طيَّب الله ثراهم- إلى عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز -أيده الله- سياستها واضحة، لم ولن تتدخل في شؤون دولة أخرى، لكن في نفس الوقت لن نتأخر في مَدِّ يد العون والمساعدة لشقيق طلب منا المساعدة لِرفع الظلم عن كاهله والعدوان.. هذه نخوة وغيرة ونصرة الأخ لأخيه، أخلاق تتحلى بها بلاد الحرمين الشريفين لإرجاع الحق لصاحبه وكف يد المعتدي الظالم، ديننا الحنيف يأمرنا بنصرة المظلوم وصاحب الحق الذي اُنتهِكت أعراضه ومُزقت كرامته وسُلبت حقوقه وشرعيته بقوة السلاح وجبروت المعتدين، من أمثال هؤلاء الحوثيين ومن يقف معهم من هؤلاء المرتزقة السُّفهاء المارقين. لن يَضِيع حقٌّ بإذن الله وراءه مطالب.