كان ولا يزال المواطن الأحسائي شغوفاً بحب العمل التعاوني، ففي الماضي القريب وقبل أن تبدأ الحركة التعاونية في المملكة، كان العمل التعاوني بين المزارعين تلقائياً وطبيعياً دون ترتيب خاصة في موسم الحصاد، وسجل التاريخ عصامية هؤلاء المزارعين وتعاونهم لتكتسب واحة الأحساء شهرة عالية بنخيلها ومياهها العذبة. وتحتضن الأحساء كل مقومات نجاح التعاونيات بكل أنواعها، فهي من أفضل الحلول التي تتناسب مع ظروف المجتمع الاقتصادية والاجتماعية سواء في المجال الزراعي أو الاستهلاكي أو النقل أو الإسكان أو الصحة أو في مجالات أخرى كالتعليم وحضانة ورياض الأطفال أو المجالات المهنية والحرفية، فهي المشروع الناجح في ظل ارتفاع الأسعار وعدم ثباتها، فقد شهدت الأحساء مثل بقية مناطق المملكة تحولات اجتماعيَّة واقتصاديَّة كبيرة، ولم يكن كثير من الجمعيات التعاونية مستعدةً لمواجهة هذه التحولات أو التعامل معها، فانعكست هذه التحولات سلباً على بعض الجمعيات، مما أعاقها عن الاستمرار، ودعا إلى تراجعها وتصفية بعض منها. أما الآن، وفي ظل دعم حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- للقطاع التعاوني، فإننا ومجتمع الأحساء ننتظر مبادِرين لتأسيس عديد من الجمعيات التعاونية في شتى المجالات يدعو لها ويؤسسها أفراده، ومجلس الجمعيات التعاونية على أتم الاستعداد لتقديم النصح والتَّوجيه والدعم في تأسيس الجمعيات التعاونية، كما أن وزارة الشؤون الاجتماعية المعنية بتسجيل الجمعيات التعاونية سترحِّب بأي طلب يقدم لتأسيس جمعية تعاونية، بل يتعدى ذلك إلى تقديم الدعم المالي السخي وفقاً لنظام الجمعيات التعاونية.