في ذكرى مولده الشريف.. الطفولة تناجي الحبيب

فرحٌ وتألُّقٌ في السماء، وانتشاء يداعب الضياء، الكون يعزف سمفونية الحبِّ، والأفلاك جلاّها الألق، وقلبي بك هائم يرتجي من الله اللقاء.
سكنتك قبل أن تسكنني، أشبعتني حباً، وروّيتني رفقاً، وكسوتني بالكرامة ثوباً، علّمت البشر كيف بي يترفّقون، وأيّ درب إلى المعالي بي يسلكون.
وتهادى بي الدهر رفيقاً، وأنا فوق بساط مرعاك أغفو، وعلى صوت سواقيك أصحو، حتى جعلتني للحياة زينة، ولمن اتقى ربّه جنّة، فتنافسَ فيّ المتنافسون، وانشغل بأمري العارفون، صوتي كأنه الأذان، وإن بكيت تفطّر قلب الزمان.
واليوم -يا سيدي- صرت كاليتيم على مأدبة اللئيم؛ فحقّي مهضوم، والرفق بي معدوم، الذود عنّي فضيلة منسيّة، والمتاجرة بي همّة عليّة، ببراءتي كثر المُتربّصون، وتهافت على أحلامي السارقون، وتفرعنَتِ القسوة، وازدهر القهر، فأنا كالطريدة تناوشها وحوش الليل، فتارةً أتعثّر بدموعي الخرساء، وتارةً أصطدم بأسوار مخاوفي المبتورة، فرائصي ترتعد، ويداي من الحزن ترتعشان، الريح تعبث بنبضي، والظلمة ترسم على جدار مخيلتي ظلال الأشباح، أبحث في لهفة عن مجير، فيرتدّ إليّ طرفي حسيراً، وكأني خرجت من رحم ما له رحم.
فيا سيدي! هلاّ أجرتَ قلباً كان بك مُنعّماً، لحبك يشدو، وإلى مرآك يهفو، وإلى فيض نورك يرنو؟.
ويا قومي هلاّ وفيتم بعهدكم للحبيب، وسمعتم ندائي؟!
“أنا طفلٌ في الوطنِ العربيْ
مِن حقِّي أن أحيا أفضلْ
وتُشجِّعَني أمي وأبي
فأنا عنوانُ المستقبلْ
***
مِن حقِّي أن تُسمَعَ منّي
أفكاري، رأيي، وقراري
وأُحِسَّ كثيراً بالأمنِ
إذْ ألعبُ بينَ الأشجارِ”
***
من أنشودة للشاعر السوري: قحطان بيرقدار