يتعايش أهالي وأبناء حي المرقاب مع واقع فندق مهجور يعود إلى أكثر من ثلاثين عاماً، ورافقته العديد من الروايات والقصص والأقاويل والخرافات، بعضها يصدق والآخر يجانبه الشك في صحته، «الشرق» اخترقت حصون الفندق المهجور، ودخلته وتجولت فيه، ورافقها في الجولة شباب من أهالي الحي دخلوه لأول مرة، وتغيرت نظرة البعض منهم بعد الجولة، حيث تلاشت الرهبة والخوف منهم. أفاد منصور السبيعي، أحد ساكني الحي، «في مجالسنا نتبادل الأحاديث والقصص عن الفندق المهجور، واعتاد أبناء الحي في السنوات الأخيرة الدخول للمبنى، والتجول فيه بين حين وآخر، وعثرنا قبل فترة على حفرة توجد فيها هياكل عظمية، وروائح نتنة تصدر من دهاليز الفندق، بالإضافة لرؤية مناظر مقززة يقشعر منه البدن لجثث قطة مع أبنائها بجانبها، وكلاب وطيور لها خمس سنوات، وتحللت وتبقت منها جماجم وعظام، وجدنا أيضاً صوراً قديمة لإعلانات، وصورة فتاة ملطخة بالدم». ويضيف السبيعي «حدث حريق هائل في الفندق في الطابق الرابع في عيد الأضحى الماضي، وتم إخماده، ولكن لم نرَ حلولاً لإزالته، أو العمل على تحصين الموقع من دخول أبناء الحي وضعاف النفوس، حيث يعدّ ملجأ لهم». ويضيف عبدالله الشمراني «كنا نسمع عن شاب يذبح الحمام ويأكلها داخل الفندق، فظهرت له علامة في رجله مع مرور الوقت، ويعرفه أهالي الحي، وأغلب القصص التي نتبادلها عن الحي قديمة، والآن ندخل الفندق، ونتجول فيه دون خوف أو رهبة، إلا أن من بعض الأمور التي نخشاها وجود الجن فعلاً في الأماكن المهجورة والمتسخة». ويسرد لنا الشمراني قصصاً يحكيها أهالي الحي، منها دخول رجال للمبنى قديماً، ولم يخرج منهم أحد، ولن تثبت هذه الرواية حتى الآن، حيث لم يعلن عن اختفاء أحد في تلك الفترة؛ ما يبرهن على أنها من الخرافات، وكذلك لغز السطح الذي ارتبط بالفندق المهجور، فلا أحد يستطيع الوصول للسطح بأي طريقة كانت، فاكتشفنا ذلك من خلال تجولنا في جميع طوابق الفندق». وبيّن أن هنالك من أبناء الحي من يحفظون دهاليز الفندق ومداخله ومخارجه عن ظهر غيب، كما توجد صور لعين محفورة رسماً على الأثاث الخشبي، تشاهد أحياناً في مكانها وأحياناً لا، كما اختفى صليب من مكانه مؤخراً. أما رائد الزهراني فيقول «إنه حينما كنا في فترة ماضية نرمي الحجارة على الفندق، نفاجأ بعودته علينا، واكتشفنا الحقيقة بعدها أن هنالك شباباً من أبناء الحي يتعمدون إخافتنا برد ما رميناه علينا من النوافذ المهشمة في تخطيط مسبق، لم نكن نعلم به، وبقصد المزاح وإخافتنا لا أكثر».وكشف لنا الزهراني حقيقة الأسياخ الخارجة من مبنى الفندق، المدعى أنها من أفعال الجن، حيث تبين أن أبناء الحي يقومون برمي المبنى بالأسياخ فتعلق به؛ كون الجدار ذي بنية هشة. «الشرق» توجهت بمطالب أبناء وأهالي الحي للجهات المسؤولة، التي أمرت بتكليف جهات مختصة من عدة دوائر حكومية؛ لبحث المشكلات الورادة في التقرير، والاطلاع عليها من أرض الواقع.