في مثل هذا الوقت من كل عام يبدأ مزارعو منطقة الباحة موسم حصاد حبوب القمح والشعير البلدي، وهو ما يعرف بموسم «الصرام» الذي تكتظ به المدرجات الجبلية بالأهالي لجني ثمار ما زرعته أيديهم طيلة نصف عام. وفي المقابل وبعد اكتمال «الصرام» تبدأ عملية زراعة الذرة والحنطة ليتم جني حبوبها في النصف الآخر من العام، وهكذا تسير حياة مزارعي الحبوب في جبال الباحة التي لا تحتاج إلى الأسمدة بفضل الأمطار التي تهطل عليها. وتتفاوت أسعار منتجات الحبوب في المنطقة بحسب نوعها ومكان زراعتها حيث تصل قيمة كيس القمح إلى قرابة ال300 ريال، فيما يتراوح سعر الشعير بين 200-280 ريالاً للكيس. وكذا الحال بالنسبة للذرة والحنطة اللتين لا تتعدى أسعارهما كثيراً الحبوب الأخرى. وبحسب مدير عام الشؤون الزراعية في منطقة الباحة المهندس سعيد بن جار الله الغامدي فإن إنتاج مزارع الباحة الجبلية من حبوب القمح يصل لقرابة الخمسة أطنان سنوياً، في حين أن كمية إنتاج الأنواع الأخرى من الحبوب كالشعير البلدي والذرة والحنطة تقل عن إنتاج القمح بنسب متفاوتة تصل إلى أقل من الربع. مشيراً إلى أن جميع هذه الحبوب التي تنتج في المزارع الجبلية يمكن حصرها في 50 قرية بسراة المنطقة، حيث تضم تلك القرى مجموعات متفاوتة من المزارع والحيازات التي غالباً ما تكون في هيئة مدرجات. ولفت الغامدي إلى ما قدمته وتسعى لتقديمه جمعية المزارعين بالمنطقة من تسهيلات ودعم فني وتقني لجميع مزارعي المنطقة خاصة مزارعي الحبوب، نظراً لما تمثله منتجاتهم من أهمية كبيرة سواء كناحية اقتصادية أو صحية بما تحمله من فوائد غذائية جمة، داعياً جميع أهالي المنطقة للاستفادة من الجمعية لإعادة إحياء مزارعهم القديمة، من خلال تقديم الاستشارات والدعم والدراسات اللازمة التي تسهم في تثقيفهم وتوعيتهم بالطرق الزراعية الصحيحة. وتظل زراعة الحبوب واحدة من المهن التي عاش عليها أهالي المنطقة لسنين طوال، حيث كان يشترك فيها كافة أفراد الأسرة من الرجال والنساء، بحثاً عن لقمة العيش سواء ما يكتنزونه لأنفسهم من الغذاء أو ما يبيعونه لأسواق المناطق المجاورة، ومنها مكةالمكرمة التي شكلت لها الباحة قديماً سلة غذاء لمختلف أنواع الحبوب والفواكه والخضراوات.