في هذا الكتاب يحاول الشاعر العماني عادل الكلباني، أن يأخذنا إلى عوالم بلدته مقنيات الواقعة في ولاية عبري في عمان، تلك البلدة التي قضى فيها طفولته حيث أصيب بالشلل، وبات طفلاً معاقاً لا يستطيع أن يحرك قدمه، لكن هذا لم يكن ليعيق فيه مرح الطفولة و«شيطنتها»، فيسرد تلك الحكايا الجميلة عن الطفل الذي يريد أن يثبت لنفسه قبل الآخرين أنه يستطيع التغلب على إعاقته. شخصيات آسرة تلك التي يخرجها الكاتب من ذاكرته في تلك القرية الصغيرة، قصص مشوقة عن حكايات الصبيان والرعاة ومعلم القرية والعم الذي لا يعرف كيف يتصرَّف مع الطفل «الأعرج» الذي لا يكفُّ عن افتعال المشكلات، فتخرج قصص الكتاب بعفوية شديدة قادرة على شدِّ الانتباه للتعرف أكثر على ذلك الطفل. ويشدد الشاعر والكاتب العماني عبدالله حبيب في مقدمته للكتاب، على أن الكلباني يقدم نموذجاً جديراً بالانتباه في التجربة العمانية من خلال كتابة الذات ليس بما هي تخيُّل أو تخييل، وإنما بما هي ذاكرة «تنجب العشب والطحالب والأسى» حيث إن تداعيات الذاكرة الشخصية المكتوبة هي موهبة للقادرين على الحياة بوصفها فعلاً جميلاً، وباعتبارها عيشاً ومِلحاً بين من لا يلتقون إلا في الحبر. جاء هذا الكتاب ضمن البرنامج الوطني لدعم الكتاب، وصدر عن دار مسعى، والنادي الثقافي في مسقط، ويحوي أعمال الندوة العلمية «عالم علي المعمري السردي»، التي أقامها قسم اللغة العربية، في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، في جامعة السلطان قابوس. يقدم في الكتاب مجموعة من الباحثين بحوثهم حول التجربة للكاتب العماني الراحل علي المعمري، الذي يعدُّ من أهم كتاب الرواية في عمان، حيث قدّم روايات مثل «همس الجسور» و«بن سولع» و«فضاءات الرغبة الأخيرة»، ويقترب الباحثون من تلك التجربة بتنوع يجعل الكتاب مصدراً مهماً للباحثين في تجربة هذا الكاتب. ينقسم الكتاب إلى أربعة فصول محتوية على أربعة بحوث يقدم أولها الدكتور أحمد يوسف تحت عنوان «بنية الخطاب السردي.. مقاربات في مضمرات همس الجسور»، فيما تقدِّم الدكتورة عائشة الدرمكي بحثاً بعنوان «سيميائيات الأيديولوجيا في نصوص علي المعمري»، أما الباحث الدكتور محمد زروق فيقدم «الأنا، الآخر، والهم التاريخي.. دوائر تولّد السرد في رواية (بن سولع)»، والبحث الأخير للدكتورة فاطمة الشيدي تحت عنوان «ملامح السرد وتفكيك المسكوت عنه». ويكتب في مقدمة الكتاب الشاعر طالب المعمري عن «علي المعمري.. أخاً وصديقاً»، الذي يوضح أن علي تتنازعه روح الحرية منذ صغره، فهو لا يحب القيود، شبه متمرد على التقاليد والأعراف في القول والفعل. هذا الكاتب الصادر عن دار مسعى للنشر، والنادي الثقافي في مسقط، ضمن البرنامج الوطني لدعم الكتاب، هو بحث يحاول أن يسدَّ جزءاً من النقص الشديد في مكتبة البحوث المسرحية الخليجية، خاصة تلك المتعلقة بمسائل النص المسرحي. بدأ الكتاب من ورقة شاركت بها الكاتبة في الملتقى العلمي الثالث للجامعة العربية المفتوحة في مايو 2013م، غير أنه استوى إلى هذا الكتاب الذي يؤكد أن مسرح النادي الأهلي قد نجح كُتَّابه بعدما أخذ المسرحيون العمانيون يقدمون أعمالهم النابعة من هموم الناس، حيث كان استخدام العامية تشجيعاً للجمهور على تقبُّل فكرة المسرح، فيما تشير الكاتبة إلى أنه بالرغم من أن المجتمع العماني يزخر بالفنون الشعبية التراثية القادرة على توليد اشتغالات درامية ذات فاعلية، إلا أن الكتَّاب لم ينتبهوا إلى توظيفها في أعمالهم المسرحية، مرجِّحة أن قصر تجربة مغامرة الكتابة المسرحية قد تكون سبباً مهماً من بين أسباب أخرى. وفي ظل تصاعد الأسئلة حول النص المسرحي العماني وقضاياه وخصائصه الفنية، تتشعب عديد من المسائل؛ منها ما يتعلق بالمرجعيات الثقافية، ومنها ما يتصل بالتجريب، وغيرها من الأسئلة، وينشغل هذا الكتاب بالإجابة عن سؤال ما الذي أحدثته مغامرة النص المسرحي في النادي الأهلي من تأثيرات على المشهد المسرحي العماني المعاصر، وأين انتهت عمومية التجربة وخصوصيتها.