في 8 سبتمبر 1980م غرقت السفينة البريطانية (داربيشر) وعلى متنها 44 بحاراً، وكانت تحمل 150 ألف طن من الحديد في منطقة (مثلث الموت) إلى الجنوب من اليابان، دون أن ترسل أي إشارة استغاثة (SOS) ودون أن تترك أي أثر، ولم تصل إلى هدفها في ميناء (كاغوشيما). غرقت ولم يظن قبطانها لحظة واحدة أنها سفينة تغرق، فعمرها لم يتجاوز 4 سنين، وطولها 290 مترا ما يتجاوز طول سفينة (التيتانيك) Titanic مرتين، وعرضها يشبه طريقاً سريعاً يتسع لست سيارات، ولم يكن هناك تفسير لاختفائها. هذه الحادثة ليست الوحيدة، فهناك سنوياً حوادث اختفاء حوالي 2500 سفينة في المحيط الهادي في تلك المنطقة، إلى درجة أن اليابانيين سموه بحر الشيطان (مانا أومي). وفي الحرب العالمية الثانية، خسرت أمريكا أكثر من 52 غواصة، نصفها دون معرفة السبب. ومن الغريب أن مثلث الموت هذا، على نفس خط عرض (مثلث برمودا) الذي حيكت حوله الأساطير من اختفاء السفن والطائرات، حتى قام عالم المحيطات (ديفيد ميرنز) بتقصي الواقعة بعد 14 سنة من غرق سفينة (داربيشر) من بقعة الزيت التي تركتها بعد غرقها، ليميط اللثام عن ظاهرة (التسونامي) المرعبة، التي تقصف حياة البحارة والسفن في لحظات. وما حدث في 26 ديسمبر من عام 2004م، كشف للناس جبروت هذه الظاهرة، فضرب القارات بأمواج كالجبال، وإرسال نصف مليون أو يزيد إلى الموت، ولم يفهم الناس معها كيف أن البحر يتحول إلى غول يكتسح اليابسة؟ وحتى نعرف من يطلق هذا الغول، فلا بد من الغوص 11 كم تحت الماء; فقد كشف علم المحيطات أن هناك أودية سحيقة في عمق البحر، لو وضعت قمة إيفيرست من جبال هيمالايا في قعره لاحتاجت إلى ثلاثة كيلومترات إضافية، حتى يطل الجبل برأسه من تحت الماء. وحتى نفهم الظاهرة، علينا توظيف مجموعة من الأدوات المعرفية من علم طبقات الأرض وهو أمر لم يكن يعرفه العلم.