أدخل عشرة طلاب في المرحلة الثانوية مديرهم السابق إلى المستشفى، بعد أن اقتحموا فناء المدرسة وأوسعوه ضربا أمام معلمي المدرسة وطلابها، مستخدمين في ذلك الأسلحة البيضاء وبيد أحدهم فأس. وانهال الطلاب العشرة على مدير مدرستهم السابق بالضرب حتى أسقطوه على الأرض ملطخا بدمائه ولاذوا بالفرار، وسط استنكار طلاب المدرسة ومعلميها الذين لم يتمكنوا من مساندة المدير خوفا من الطلاب الهائجين. وأوضح مدير المدرسة المتوسطة المعتدى عليه أنه كان يؤدي مهمة الإشراف على طلابه داخل فناء المدرسة، ليفاجأ بعشرة طلاب من المدرسة الثانوية المجاورة لمدرسته يقتحمون الحاجز الحديدي الفاصل بين المدرستين ويوسعونه ضربا على رأسه وكامل أنحاء جسمه. ووصف أثناء تلقيه العلاج في طوارئ المستشفى ما حدث بأنه «فيلم سينمائي مرعب»، مشيرا إلى أن حادثة الاعتداء لم تتجاوز الثواني، إلا أن تأثيرها كبير، «وجدت نفسي ملقى على الأرض والدماء تنزف من رأسي»، مؤكدا أنه لا يعلم شيئا عن أسباب الاعتداء. وذكر مدير المدرسة المعتدى عليه أن مدرسته المتوسطة تشترك في المبنى المدرسي مع الثانوية التي يدرس بها الطلاب المعتدون بحاجز معدني، «تسلقوه وقفزوا من فوقه إلى الفناء الداخلي للمدرسة المتوسطة، ما يعني أن الاعتداء كان عن سبق إصرار وترصد». من جانبهم، أكد طلاب المرحلة المتوسطة الذين شهدوا الحادثة أنهم أصيبوا بحالة من الذعر والخوف وهم يشاهدون مدير مدرستهم ينزف أمامهم، دون أن يتمكنوا من تخليصه، مشيرين إلى أن معلمي المدرسة هدأوا من روع الطلاب ونقلوا مدير المدرسة إلى المستشفى لتلقي العلاج. من جهته، استنكر مدير عام التربية والتعليم في محافظة الطائف محمد بن سعيد أبو رأس الاعتداء الذي تعرض له مدير المدرسة، مؤكدا أن إدارته شكلت لجنة متخصصة لمتابعة القضية والتحقيق فيها، تمهيدا لمحاسبة جميع الطلاب الذين اعتدوا على المدير وفق لوائح وأنظمة السلوك التي حددتها وزارة التربية والتعليم. يشار إلى أن لائحة السلوك والمواظبة تدرج قضية الاعتداء على مدير المدرسة ضمن مخالفات الدرجة الخامسة والتي يعاقب عليها بحرمان الطالب من المدرسة والتعميم على جميع مدارس المملكة وإدارات التربية والتعليم فيها بعدم قبوله، فضلا عن إحالته إلى الجهات الأمنية لتطبيق الأنظمة الجزائية بحقه. كما أكدت مصادر أمنية أنها تسلمت بلاغ الاعتداء على مدير المدرسة رسميا، وأن الجهات الأمنية باشرت موقع الحادثة وأخذت أقوال شهود العيان، فيما ألقت القبض على أحد الطلاب المعتدين، ويجري البحث عن البقية. وعلم أن المدرسة الثانوية التي ينتمي إليها الطلاب المعتدون شهدت قبل يومين مشاجرة بين عدد من طلابها، واستخدمت فيها الأعيرة النارية لكن لم تسجل أية إصابات.
