يعود المحقق الدولي ديتليف ميليس إلى بيروت خلال اليومين المقبلين، في وقت كشفت معلومات غير رسمية انه انجز صياغة تقريره النهائي في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. وهو يستعد للمغادرة بعد ذلك إلى نيويورك لتسليم الأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان تقريره عن حقيقة من خطط ونفذ هذه الجريمة الكبرى. وسيجري ميليس في لبنان سلسلة لقاءات متعددة مع مسؤولين لبنانيين، لاسيما الفريق القضائي المعني مباشرة بهذا اللقاء اضافة إلى قيامه بالاشراف على ترتيبات ازاء خدمات ووجود العشرات من العاملين معه في اطار لجنة التحقيق الدولية، مع الابقاء على عدد محدود من المحققين الدوليين الذين يتولون تباعاً تسليم القضاء اللبناني المزيد من الوثائق والملفات المتصلة بالتحقيقات. ويتطلع الوسط السياسي اللبناني الذي يعيش حالة حبس أنفاس في انتظار ظهور الحقيقة، مع صدور تقرير ميليس إلى المرحلة التي ستشهد تداعيات ظهور نتائج التحقيق الدولي، وما سيكون لها من انعكاسات عميقة الأثر على مسار الأوضاع السياسية في لبنان، وعلى مستوى المنطقة عموماً. ورأت مصادر لبنانية وثيقة الصلة بمجريات الأوضاع ان المواكبة المباشرة لميليس لهذه التداعيات ستكون لها أهميتها ايضاً في ضبط ايقاع التطورات المرتقبة، لاسيما في حال كان ثمة حاجة إلى صدور مذكرات توقيف وجلب دولية. من جهة ثانية، رد رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط عن الهجوم العنيف الذي شنته مجلة «الاقتصادية» السورية ضده وضد رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة ورئيس كتلة المستقبل النيابية النائب سعد الحريري، فقال ان تصعيد الضغوط على لبنان لم يتوقف حتى نتحدث عن ضغوط تسبق تقرير المحقق ديتليف ميليس. وأشار إلى ان اللبنانيين عاشوا أصعب من هذه الأيام وقطعنا القطوع في معركة تثبيت اتفاق الطائف ومعركة العلاقة المميزة بين الشعبين اللبناني والسوري. وحول ما إذا كان سيأتي يوم يغادر فيه لبنان لطلب اللجوء السياسي، حسب ما قالت الصحيفة السورية، قال جنبلاط: أنا سأبقى في لبنان ولن أغادره أبداً، ونحن مستعدون لاستقبال اللاجئين السياسيين في هذا البلد شرط ان يكونوا شرفاء وهؤلاء سأستقبلهم في بيتي في المختارة، أما غير الشرفاء فاستقبلهم في سجن خاص في رومية.