تهنئة لرعاية الشباب في مقترحها لتحويل هدية خادم الحرمين الشريفين إلى مدن رياضية. فالهدية المتضمنة إنشاء (11) ملعبا في مناطق عدة من المملكة، تهدف إلى تعزيز الحضور الرياضي لجميع أبناء الوطن. فالانتقال بالفكرة إلى مرحلة متطورة هو دليل على الدور الاستشرافي المتوقع من رعاية الشباب بقيادة الأمير عبدالله بن مساعد. فستتحول تلك الملاعب إلى مدن رياضية، تضم كامل الخدمات لكل الألعاب المختلفة، إضافة إلى مشاريع للمعسكرات ومراكز استثمارية وغيرها بجانب الملعب المخصص لكرة القدم؛ حتى يتم الاستفادة القصوى من المشروع كافة لصالح تقديم الخدمة الشاملة للشباب الرياضي، ولإحياء الكثير من المشاريع لبعض الرياضات التي غابت المملكة عن المنافسات فيها بالإضافة إلى الغياب الواضح حتى في كرة القدم. وتعتبر هذه الخطوة البسيطة في شكلها ولكنها ستكون كبيرة بإذن الله في مضمونها. وهي خطوة مرتقبة من خطوات لعلها تطال الملاعب التقليدية التي أصبحت لكرة القدم فقط، وتنقصها الصيانة والتأهيل لتصبح مراكز رياضية تليق بالمملكة. وبما ان رعاية الشباب بدأت تخطو نحو التطوير في المنشآت الرياضية المستقبلية، فلعلها تخطو خطوة أكثر جرأة مع قطاع البلديات. ففي هذا القطاع الخدمي الكبير تم استحداث الكثير من حدائق الأحياء التي أصبح المواطن يمر بجوارها لسنين طويلة وهو يتحسر على عدم الاستفادة منها. فهي حدائق لم تأخذ الجوانب الثقافية لسكان الأحياء فباتت تخدم المقيم أكثر من المواطن. وفي هذا الشأن هناك اتجاه في بعض الدول الغربية نحو تأسيس حدائق الرياضة في الأحياء. فبعد نجاح فكرة حدائق العلوم لتعزيز تجريب الأطفال للحقائق العلمية عبر اللعب، اتجهت هذه الدول إلى الاستفادة من حدائق الأحياء من خلال تحويلها الى ملاعب الرياضات المختلفة. فأصبحت تضم ملاعب لكرة الطائرة والسلة والتنس الأرضي. ولا تقتصر على ذلك بل تضم أيضا ممشى صغيرا لكبار السن بين أشجار النخيل وغيرها. وهناك أيضا بعض أدوات الرياضة المخصصة للصغار مثلا أدوات الجمباز . فتحويل تلك الحدائق إلى ملاعب رياضية أصبح أكثر جذبا من محاولة المدارس الى جذب الشباب إلى مدارس الحي. وهي الفكرة التي تحاول وزارة التربية والتعليم جاهدة إلى إحيائها ومع ذلك تصطدم بواقع المدارس الطاردة وليس الجاذبة في صورة ذهنية سلبية لدى الشباب. و(لو) تحولت الفكرة لرعاية الشباب مع البلديات لانصب اهتمام التربية والتعليم على تطوير أجواء الجذب في المدارس، ولاهتمت رعاية الشباب بهم خارج الملاعب. فلا رعاية الشباب وجدت في الأحياء ولا التربية والتعليم استطاعت جذبهم لمدارس تتمنى فيها تحقيق الجذب الذي تميته في أول النهار وتريد استعادته مع حرارة الصيف. ونحن نعرف جميعا أن" الصيف ضيعت اللبن". وفي جانب آخر يستهويني أو على الأقل يثير اهتمامي وغيري عندما نشاهد خادم الحرمين الشريفين –متعه الله بالصحة- وهو يرمي كرة"البولز" مع ضيوفه من الرؤساء في مخيمه. ولعلني هنا أكون وفقت في معرفة حتى اسم تلك اللعبة ناهيك عن ممارستها. ولكن السؤال الذي يثيرني كثيرا هو أن ملكنا يعطينا نموذجا رياضيا فريدا ومع هذا كأن الإخوة في رعاية الشباب لا يعنيهم تطوير تلك الرياضة التي نشاهد ملكنا يمارسها. فكم كنا نستمع ونحن صبية نمارس مثل تلك اللعبة ونسميها "سبع الحجر". طبعا رياضتنا كصبية لا تتجاوز أدوات البيئة فنصف بعض الأحجار فنتقاذف الكرة الصغيرة بالدور في محاولة لإسقاط تلك الأحجار المرصوفة ومن يستطيع فعل ذلك يحق له مسك الكرة واللحاق بالبقية وضرب الأقرب إليه قبل وصوله إلى منطقة الأمان. ألعاب ملكية او شعبية يمكن تطويرها في حدائق الرياضة قبل أن تندثر من ذاكرة الناس وحتى نحيي تلك الحدائق شبه الميتة، أو التي يتم تأجيرها لمن لا يعرف سوى إضافة "الزحاليق المطاطية" للصغار وكأننا نريد ان نعدهم لبطولة العالم في التزحلق المطاطي. هذه الأفكار التي أحاول طرحها هنا تصب في اهتمام الامير عبدالله بن مساعد في تطوير الرياضات المهمشة مثل ركوب الدراجات والبولينج وغيرها من الرياضات. وانا على يقين بأنه لن يتهاون في تطوير الرياضة بمختلف أنواعها فلنصبر عليه وليتسع صدره لمقترحاتنا بعد أن أصبحنا من المتفرجين لا الممارسين للرياضة.