صُدم متابعو دوري (عبداللطيف جميل) بالظهور المتواضع لقطبي بريدة الرائد والتعاون بعد انقضاء ثلاث جولات من عمر المسابقة، إذ لم يحصد الرائد أي نقطة من أصل تسع نقاط إثر خسارته في لقاءاته الثلاثة أمام الفيصلي والنصر والعروبة على التوالي، فيما اكتفى التعاون بنقطة وحيدة تحصل عليها في الجولة جاءت أمام نجران وهي النقطة التي لم تكن كفيلة بإعادة الفريق إلى مساره الطبيعي بعد الخسارة في مواجهتي العروبة وهجر. ولا يبدو أن الإعداد المميز للفريقين والاستقطابات المتعددة كانتا كافيتين لظهورهما بشكل يرضي عشاقهما، فالرائد بإدارته الجديدة بقيادة عبداللطيف الخضير حيّر أنصاره برغم التعاقدات الأجنبية المميزة مع الثلاثي المكون من المدافع الأردني أنس بني ياسين، والمهاجمين المغربي حسن الطير والسنغالي بابا وايغو، بجانب بقاء لاعب الوسط الكاميروني موندومو الذي جُدد الارتباط معه بقرار غير متوقع من قبل الإدارة السابقة ودون أي رأي أو توصية فنية، فضلاً عن الانتدابات المحلية والنشاط الملحوظ في سوق الانتقالات، إذ خيب الفريق آمال محبيه بالخسارة من الفيصلي وسط سيناريو غريب بعد أن لعب الفيصلي بعشرة لاعبين منذ منتصف الشوط الثاني، فيما كانت الخسارة الثانية من النصر متوقعة قبل اللقاء قياساً بفارق الإمكانات، غير أن الفريق كان قادراً على الخروج بنقطة على الأقل،. في وقت خسر الرائد تحدي الخروج من عنق الزجاجة من أمام العروبة بنفس الطريقة في اللقاءين السابقين، إذ أظهرت المباريات الثلاث انعدام هوية الفريق الفنية داخل الملعب، وغياب البصمة الفنية للمقدوني فالتوك كوستوف الذي يبدو أنه سيكون واحداً من الراحلين الأوائل عن الدوري، وهو ما يوجب على الإدارة الرائدية الشابة التصرف بحكمة وإيقاف نزيف الخسائر حتى وإن كان الثمن باهظاً، فالخسائر المالية والتحرك باكراً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه سيكون أمراً مفصلياً في مسيرة (الأحمر) بدلا من الدخول في دوامة الصراع على البقاء والوقوع تحت الضغط. وفي التعاون لا يظهر أن الحال أفضل، فالفريق الذي يحظى بالدعم واستعد من خلال معسكرين خارجيين لا يزال خارج الخدمة، ولم يقدم ما يرضي محبيه، على رغم الاستقرار الفني الذي يعيشه بقيادة الجزائري توفيق روابح، إذ لا يمكن أن تكون الخسارتين والتعادل من أمام فرق لا تُعد من فرق المقدمة أمراً مقبولاً لدى التعاونيين، في ظل الدعم والانتدابات المحلية العديدة، والاستقرار أيضاً على مستوى اللاعبين الأجانب، باستثناء التعاقد مع السوري جهاد الحسين الذي عُد صفقة ناجحة حتى قبل بدء الموسم، وبالتالي فإنه من المؤكد أن الفريق يعاني فنياً، إذ كان منتظراً من الجزائري روابح تعزيز المكتسبات غير المسبوقة التي تحققت في الموسم الماضي، خصوصاً أن مسيري الفريق قاموا بتلبية جميع متطلباته. ولابد هنا من الإشارة إلى جماهير الفريقين التي ما زالت تسجل غياباً غريباً وغير متوقع للموسم الثاني على التوالي، إذ لم تحضر جماهير الرائد بكثافتها المعهودة في لقاء الفريق أمام النصر، فيما سجل التعاونيون أمام نجران حضوراً ضعيفاً قُدر ب 357 متفرجاً، وهو ما يُوجد الحديث عن ضرورة تحمل أنصار الفريقين مسؤولياتهم تجاه فريقيهما، خصوصاً في ظل الصخب الذي يُصاحب مباريات الفريقين على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع والمجالس في القصيم، ليفرض هذا التعامل تساؤلاً كبيراً عن غياب الجماهير ومشروعية مطالباتها وضغطها على إدارتي الناديين في ظل عزفها عن الحضور وتخليها عن دورها. لقاء الفريقين الذي سيكون في الجولة المقبلة وتحديداً في ال 11 من سبتمبر الجاري، سيشكل منعطفاً حاسماً في مسيرتيهما على صعيد نواياهما في المنافسة، عدا عن الحسابات التاريخية بين الغريمين التقليديين، ولكنه بالتأكيد جاء ليكون فرصة مناسبة جداً لكلا الفريقين لمصالحة جماهيرهما والعودة للواجهة مجدداً.