شكت عدد من الحاصلات على درجة الماجستير من البطالة وبقائهن سنوات بلا عمل دون تقدير لدرجتهن العلمية ولا لظروفهن الاجتماعية والإنسانية. وبمشاعر مترعة بالحزن والأسى تحدثت عدد منهن عن هذه المعاناة فتقول الخريجة "ت" إن معاناتي يمكن إجمالها كالتالي: بعد ان قررت الهروب من عطالة البكالوريوس لسنوات...وقررت الابتعاث والحصول على الماجستير بالتربية الخاصة وبعد معاناة سنوات غربة واجتهاد وكفاح وحصولي على الماجستير عام 1432مع خبرات ولغة انجليزية ودورات مازال شبح البطالة يطاردني بالماجستير..مع وجود احتياج بقسم التربية الخاصة سواء تعليميا او اداريا والخدمة المدنية تهمشني تماما. والأسوأ من ذلك ارى خريجات تخصصات اخرى بعيدة كل البعد عن التربية الخاصة اداريات ومعلمات وموجهات. ولكن الامل بالله كبير خاصة بعد مقابلة وزير التربية والتعليم سمو الامير خالد الفيصل بمكتبه بجدة وتوضيح معاناتنا له. وتضيف الخريجة"فاتن .ف" قائلة:كان الأمل في توظيفنا حلم يراود كل خريجة فأنا خريجة ماجستير احياء منذ 3 سنوات عام 2012 -1433 من برنامج خادم الحرمين الشريفين الابتعاث الخارجي وبعد التخرج والعودة للوطن تقدمنا بملفاتنا لمختلف الجامعات السعودية والتى تتفنن في الرفض بحجج مختلفة وغير مقنعة لوظائف مشغولة بمتعاقدين أجانب فكان الحل الذي أمامنا التقديم على وظائف الخدمة المدنية والتى لم تكلف نفسها التفكير في طريقة لاستيعابنا فلا توجد لديهم وظائف لحاملات الماجستير مقارنة بإخواننا من الرجال فأصبحنا نقدم ملفاتنا كل سنة على امل التعيين بدون جدوى مما تركنا في دوامة لا نهاية لها بين الخدمة من جهة والجامعات من جهة ...وبعد مراجعة الخدمة المدنية نصحونا بالتنازل عن الماجستير بعد كل العناء والتقديم فقط بشهادة البكالوريوس دون اي اعتبار او حساب نقاط مفاضلة لشهادة الماجستير لنصطف في طوابير انتظار طويلة مع الخريجات القديمات وقد اثر هذا الامر علينا نفسيا ومعنويا فلا يوجد لدينا أمان او استقرار مادي ونحن من أمضينا شوطا طويلا في التحصيل العلمي والمعرفي لنواجه بعدها شبح البطالة المرعب وأصبح بعض من حولنا يرددون عبارة "لماذا نذاكر ونجتهد اذا في النهاية سأكون عاطلة مثل فلانة ؟" فقد أصبحت شهادتنا مصدر إحراج لنا عوضا عن ان تكون مصدر فخر لنا... لذا فإن جل ما نريده نحن خريجات الماجستير هو تشكيل لجنة لدراسة وضعنا سواء كنا خريجات الداخل او الخارج ومن ثم استحداث وظائف تناسب مؤهلاتنا في شتى الوزارات والجامعات والهيئات والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية أما الخريجة "هيام" فتفيد أنها تحمل شهادة بكالوريوس تربية فنية وحاصلة على ماجستير الآداب في التربية الفنية من جامعة الملك سعود وتضيف:لدي خبرة تدريس ولدي موهبة فنية في المعارض.وتتساءل:ماهو السبب الذي يجعل وزارة الخدمة المدنية ترفض توظيفي؟ اي شعور من الخيبة يأتيني عندما انتظر الإعلانات الوظيفية ولا اجد طلبا لحاملات الماجستير بينما اجد طلبات موجهة لمن هم أقل تأهيلاً منا ويحملون المؤهلات الاقل.لماذا يجبروننا على المساواة مع من يحملون البكالوريوس حتى انهم لا يجعلون للماجستير مجالا للمفاضلة لماذا هذا التهميش الواضح ؟أين الدعم وأين التحفيز والتشجيع لما هو افضل لنرتقي؟ وختمت الطالبات مناشدتهن بسرعة توظيفهن ووقف نزيف هدر السنين من أعمارهن التي تذهب سدى وبلا رجعة سيما وأن والدنا خادم الحرمين الشريفين عودنا دوماً على ملامسة همومنا جميعاً كمواطنين رجالاً ونساء ولم يبخل يوماً على أبنائه وشعبه.