علاقة الأندية في الزمن الجميل.. أجمل

دروب

كانت روابط الصداقة ووشائج التقارب بين الاندية الكبرى والاندية الريفية (الدرجة الأولى حاليا) في ثمانينيات وتسعينيات القرن الهجري الماضي اقوى مما هي عليه الآن واكثر مصداقية في التعامل واوجه التعاون والمصالح المشتركة بينهما . ساهمت تلك العلاقة الوثيقة في توسيع القاعدة الشعبية - على سبيل المثال - للعملاقين الهلال والنصر في عدد من المناطق والمدن اذ استطاع (الزعيم) توطيد علاقاته مع نادي الرائد في القصيم والجبلين بحائل والشعلة في الخرج والفتح بالأحساء.
في المقابل عمَّق (فارس نجد) ارتباطه بأندية التعاون في القصيم والطائي بحائل والكوكب في الخرج وهجر بالاحساء. آنذاك في زمن الهواية كانت تسير الامور المشتركة بين تلك الاندية بصورة ميسرة ومغلفة بطابع السرية لا سيما فيما يخص اجراءات انتقالات اللاعبين البارزين من الاندية الصغيرة الى صفوف الاندية الكبيرة وكان نجاح العملية الانتقالية مرهون بمتانة العلاقة بين الطرفين خاضعة في بعض الاحيان لنفوذ كبار رجالات وشخصيات الاندية المؤثرين ممن كان لهم دور فاعل في تعميق اواصر تلك العلاقة واجراء المشاورات والاتفاقيات السريعة بينهم.
لقد وضع هذا النهج الايجابي وارسى دعائمه في مسيرة نادي الهلال منذ تأسيسه عام 1377ه " شيخ الرياضيين " ومؤسسة الداهية عبدالرحمن بن سعيد رحمه الله الذي حرص على التقارب مع تلك الاندية الصغيرة بدعمها ماديا ومعنويا واستطاع بكل براعة تدعيم صفوف ناديه بالعديد من مواهب تلك الاندية الصغيرة امثال المرحوم عبدالرحمن شمروخ الذي استقطبه من نادي الترجي في القطيف والمرحوم محمود زرد وحامد عباس من نادي الوطن بمكة المكرمة و المرحوم رجب خميس والمرحوم محمود الكوش من احد اندية الطائف بجانب المرحوم بشير الغول من شعله الخبر ( القادسية حاليا ) والحارس ضاري والمرحوم الطقزة من الجبلين بحائل وعبدالله فودة " العمدة " من احد وحسين البيشي من النخيل ببيشة.
وسار النصر على هذا النهج منذ ان تولى رمزه الكبير ورئيسه الذهبي الامير عبدالرحمن بن سعود رحمه الله رئاسة النادي عام 1383 ه حيث دعم صفوفه بمجموعة من النجوم امثال احمد الدنيني وحمندي رحمهما الله وعثمان بخيت من النهضة بالدمام بجانب الهداف الكبير محمد سعد العبدلي من نادي وج بالطائف والحارس مبروك التركي رحمه الله من نادي ضمك بخميس مشيط وفهد الهريفي من نادي النخيل ببيشة.
وكانت تلك العلاقات تدعم بزيارات حبية تقوم بها الاندية الكبرى لمناطق ومدن الفرق الريفية لتخوض على ارضها لقاءات ودية وهو ما ساهم في تنامي اوصر الترابط وانعكاس آثاره الايجابية على جماهير الاندية الصغيرة التي اصبحت تميل للاندية الكبرى بفضل علاقتها الوطيدة مع اندية مسقط رأسها.
اليوم في زمن الاحتراف طغت المادة على تلك الروح الجميلة السائدة بالامس بين الاندية الكبيرة والصغيرة واختفت معها مبادئ روح التعاون الحقيقي والتعامل الصادق بشفافية بينها فلم نعد نرى تلك الزيارات الودية المتبادلة بينها او المشاركه في مناسباتها الخاصة واضحت سياسة اندية المال ونهجها الاداري يقوم على الاسلوب الاحترافي في جلب مواهب اندية الظل . ونتذكر بهذه المناسبة كيف كانت بيوت رؤساء وكبار شرفيي الاندية الكبرى في الماضي مشرعة لا تنقطع من زيارات مسؤولي واداريي الاندية الريفية في تأكيد على عمق تلك الصلات ولما لها من اشاعة روح المحبة وتعزيز اسس التقارب بينهم الذي اختفى في عصرنا الاحترافي كمعضلة جديدة تضاف الى سلبيات احترافنا الذي ساهم في هبوط مستوى اللاعب السعودي واختفاء المواهب الكروية !!