إن من سلبيات الذوق العام أذى من لا ذنب له ذلك الذي يصيب كثيرا من البيوت التى لا تخلو من المرضى وكبار السن خاصة المتقاعدين والاطفال الرضع ومنهم دون سن الدراسة وان الكل بحاجة ماسة الى الهدوء وتوفر اسباب الراحة وحينما تبزغ شمس كل يوم يحمد القوم السرى فكل من في البيوت يتجهزون لاداء اعمالهم فالطلاب الى مدارسهم والمظفون الى مكاتبهم والتجار الى متاجرهم والصناع الى مصانعهم والحرفيون الى حرفهم الكل يبحث عن مصدر رزقه ويبقى فى البيوت المرضى وكبار السن والعجزة والكثير من الامهات والاطفال الرضع ومنهم دن سن المدرسة هؤلاء ينعمون على فرشهم حينما يستكملون نومهم والى حين وقت استيقاظهم يكون الكل قد اخذ نصيبه من النوم وربما بزيادة خاصة المتقاعد الذى آلى على نفسه ان يمتعها بالنوم بعد الكد والعناء الطويل اربعين من السنين قضاها من عمره فى عمله ولكنه احيانا يبلى بمن ينغص عليه حياته ويكدر نومه ويحرمه لذة التقاعد مثلي وذلك حينما يفاجأ بالأرض البيضاء المجاورة لمنزله سيشيد عليها مبنى سكني او مركز تجاري ليس المهم ما سلف ذكره ولكن المهم انه من هنا تبدأ معاناة الجيران خاصة السالف ذكرهم ومن هنا تبدأ معاناة هؤلاء ومن هنا يبدأ شقاؤهم ومن هنا تبدأ رحلة العذاب وذلك حينما يبدأ العمل بتلك الارض البيضاء او البيت المعد للهدم اولا فمن فجر كل يوم يبدأ البوكلين بالهدم ولمدة تزيد عن الشهر قد تصل الى الشهرين بعدها ان كان هناك بدروم يبدأ البوكلين من جديد بالضرب والتكسير والحفر لشهر او اكثر من فجر كل يوم حتى صلاة العصر ومن ثم تبدأ ما تسمى بالكمبريشنات لترميم الهدم والحفر والشيولات لحمل الانقاض الى ظهور التريلات (القلابيات) حينها تجد اولئك المساكين ناشدي الراحة يحسون بتزلزل الارض من تحت رؤسهم وكان صناعا يطرقون الحديد ونجارين يقطعون الاخشاب من تحت رؤوسهم اضف الى هذا تطاير الغبار والاتربة نتيجة الهدم والحفر فياعذاب سكان البيوت المجاورة. وليس الى هذا الحد بل هناك معاناة الجيران من الاتربة التى تكسو جدران منازلهم من الداخل وتغطي كنباتهم وفرشهم وما ان تتم عملية التنظيف صباح كل يوم حتى يتجدد الغبار فى اليوم الثاني اضافة الى المعاناة من عيون العمالة التى تتسلق بيوت الجيران وقد تدخل الغرف من خلال الشبابيك والابواب فيحرمونهم من التمتع باحواشهم وحدائق منازلهم وفتح نوافذهم لدخول الشمس وتجديد الهواء وفقا للنصائح الطبية ولا يكفي هذا فهناك القلابات التى تنقل الانقاض تملأ البيوت والشوارع التى تمر بها برائحة الديزل الزكية. هنا نسأل كيف الخلاص واين الحل وما ذنب اولئك المساكين ليعذبوا بأيدى غيرهم ويحرمون الراحة التى ينشدونها دون ان يذنبوا والى متى تستمر تلك المعاناة واين الذوق الذي نسعى الى الوصول اليه فى كل امور الحياة واذا كان البعض يتأذى من رفع اجهزة الصوت فى المساجد حين اطلاق الاذان للصلوات الخمس وهى دقائق قد لاتتجاوز الثلاث وفيها ذكر لله ولرسوله وعلى فترات متباعدة فكيف بهم ان يتحملوا اذى الساعات الطوال من تلك الآلات الضخمة واين حقوق الانسان التى نتغنى بها واذا كان ولابد من حصول هذا النهج فلا بد من تقييده وذلك بمنع من يريد البناء داخل الاحياء الا يستخدم تلك الاجهزة (البوكلين والكمبريشن) بتاتا الا فى الاحياء الجديدة قليلة السكان رأفة بتلك الحالات السالف ذكرها اترك النظر بهذا الموضوع الى سمو أمير الرياض والى معالي امين مدينة الرياض والى هيئة حقوق الانسان والله المستعان.