الخبرة تأتي من الممارسة.. والممارسة تحتاج إلى وقت.. نعم الشهادات طريق لتولي الوظيفة .. لكن الخبرة يعتبرها الكثيرون مكسبًا! نشاهد ونقرأ الاعلانات اليومية عن رغبة المعلن بوظائف ادارية ومهنية.. ومن ضمن الشروط خبره لاتقل عن 3 أو 4 أو 5 سنوات.. وضع المعلن هذا الشرط لأنه يعي ويدرك بأنه سيقطع شوطًا كبيرًا جداً لسد الفراغ الموجود، وهو يدرك أيضاً بأن الموظف الجديد غير المؤهل يحتاج للتدريب والاحتكاك ومعرفة الأمور الوظيفية كبعد نظر.. الأعمال المهنية نلاحظ أنها هي الأكثر جاذبية وتلاقي رغبة كبيرة من صاحب المنظومة، لأن المهني صقل موهبته بنفسه ومع مرور الوقت تزداد الخبرة، ويقاس على ذلك الأمور الأخرى، وكما قيل ويتردد بأن المعلم كخبرة طويلة تتعدى (20) عاما يختلف جذريا عن حديث التخرج وممارس لوظيفيته التعليمية منذ سنتين تقريبا، المعلم الخبرة تشبع ولديه معرفة عن الطلاب وثقافتهم بعكس الآخر حديث التخرج.. المحافظة على الخبرات وتجديد الثقة بهم هي المطلب الحقيقي من صاحب المنشأة المملوكة له، ومن يرأس المنشأة الحكومية بوجود طاقات جيدة جداً يعملون للرفع من قيمة المنظومة وتوصيل رسالتها للآخر لكي يفرز مالديه، لأن المتلقي هو الحكم وهو المقيم لما يراه، وهي قاعدة ثابته على المنظومات بمختلف هويتها.. نلاحظ أن لدينا خبرات متعددة المهام في قنواتنا التلفزيونية ويملكون الكثير، ولديهم الخبرات وممارسون للأعمال، هؤلاء وجدوا أنفسهم داخل القنوات ويعملون ومخلصون بأدائهم، وإن كانت أعمارهم لا تزال في البدايات ولكن لديهم الخبرة ومكثوا سنوات داخل مبنى التلفزيون متنقلين بين ادارات عدة (انتاج، برامج، مراسلين، شؤون فنية) اكتسبوا الخبرات حتى أصبح لديهم ثقافة الإعلام، ومعرفة بالسياسة المعتادة التي تعمل بها هيئة الإذاعة والتلفزيون من الطرح وما يحتاجه الشارع الاجتماعي، وما يريد المواطن من برامج وحوارات وثقافات أخرى، لنشاهد القنوات الرياضية، والإخبارية والثقافية وغيرها، تتواجد بها العقول والخبرات، يحتاجون الرعاية والاحتضان، يحتاجون الدعم، بل إن هناك من يمارس مهامه الوظيفية الإعلامية (كمحب للمهنة الإعلامية)، هؤلاء يحتاجون المزيد من التحفيز والدعم، ومنهم المتعاونون الذين يقدمون البرامج والأخبار، ويعملون بالشؤون الفنية من مخرجين، وهناك المراسلون، وهناك المعدون، يعملون جميعا بأداء رسالة اعلامية، ومكنوا أنفسهم من ثبات جدارتهم، بل مارسوا مهامهم بكل جد ومثابرة.. الإعلام يحتاج للخبرات.. الخبرات تحتاج للدعم، تحتاج للتحفيز، تحتاج الاحتضان والمحافظة عليها. نحن في أمس الحاجة للمحافظة على الخبرات فهم الذين يعملون، وهم من يقدمون الرسالة على أكمل وجه .. ومن المهم أن يوضع الرجل المناسب في المكان المناسب .. فإن فشل أي قطاع يأتي المجاملة على حساب الكفاءة.. حافظوا على الكفاءات،، فالبديل يحتاج للتطوير والتدريب..!. والله من وراء القصد!