طالب الدكتور رضا سعد رئيس قسم الجراحة والمناظير بالمستشفى الوطني بسن تشريعات ليغطي التأمين الطبي عمليات السمنة الجراحية، خصوصاً إذا توفرت الأسباب وأصبح التدخل الجراحي لا بد منه، مشدداً على أهمية توافر كل الجهود لمكافحة وباء السمنة، مؤكداً على أن خطورة العمليات الجراحية لا تقارن بخطورة السمنة على جسم الإنسان. جاء ذلك خلال ورقة العمل التي قدمها أمس بورشة عمل "السمنة مرض العصر لكل الأعمار" التي نظمتها اللجنة الطبية بغرفة الرياض بالتعاون مع المستشفى الوطني. وأعتبر الدكتور رضا أن العلاج الجراحي هي الطريقة الوحيدة الفعالة المستدامة لفقد الوزن، فهي تفقد الجسم 80% من الوزن الزائد، مشدداً على أنه وحتى بعد إجراء العملية الجراحية لا يمكن الاستغناء عن الرياضة، كما يجب إتباع التعليمات النظام الغذائي بعد إجراء العملية الجراحية لضمان نجاحها. وقال سعد أن المرضى الذين يعانون من اضطرابات نفسية يحظر عمل العمليات الجراحية لهم إلا في الحالات النادرة، فهم لا يفهمون ماذا عمل لهم ولن يتابعوا مراحل علاجهم مع الطبيب، مرجعاً أسباب انتشار العلاج الجراحي للسمنة إلى التقدم في التخدير، والتقدم في الأجهزة والآلات الجراحية، بالإضافة إلى زيادة مهارة الأطباء في هذا المجال، وتغيير مفهوم السمنة لدى الناس، حيث لم يعد يعتبر علاج السمنة الجراحي نوع من الترفية أو تجميل، بل هو مرض له تأثيرات ويجب التخلص منه. وتحدث رئيس قسم الجراحة والمناظير بالمستشفى الوطني عن العمليات الأكثر شيوعاً لعلاج السمنة، وهي التكميم لمن وزنهم 150 كيلو وتحت، وتتم بإزالة 80% من المعدة واستئصاله، وعملية التحويل لمن تتعدى أوزانهم 150 كيلو وذلك بتحويل مسار الغذاء بأخذ جزء من المعدة وجزء من الأمعاء فقط والباقي لا يستعمل، وعن أبرز المضاعفات بعد العملية الجراحية قال الدكتور رضا أنها مضاعفات تنفسية وجلطات في الساق والنزيف والتسريب، ونسبة ذلك لا يتعدى 1 إلى 3% من الحالات فقط. إلى ذلك أكدت الدكتورة منى جميل رئيسة قسم الروماتيزم والتأهيل والعلاج الطبيعي بالمستشفى الوطني على أن الرياضة وحدها لا تكفي لتخفيف الوزن دون تعديل النمط الغذائي، محذرة من المجاملات في العزائم وأكل الأكلات الصحية المفيدة فقط خلالها، ونصحت بالبدء ببرامج التخسيس الطبيعية وتجربتها قبل اللجوء إلى التدخل الجراحي. واعتبرت الدكتورة منى في ورقة العمل التي قدمها أن السمنة من أهم المشاكل التي تواجهها الأسر في العالم أجمع، فلا يكاد يخلو بيت من أب سمين أو أم سمينة أو حتى طفل سمين، معرفة السمنة بأنها زيادة وزن الجسم عن حده الطبيعي نتيجة لتراكم الدهون فيه، وذلك ناتج عن عدم توازن بين الطاقة المتناولة من الطعام والطاقة المستهلكة في الجسم، وتعتبر السمنة مرضاً إذا تحولت كمية الدهون المترسبة في أنحاء الجسم إلى خطر يهدد حياة الإنسان. وحددت أسباب السمنة بالنمط الغذائي الخاطئ، وقلة النشاط والحركة، إضافة إلى بعض العوامل النفسية عند النساء خصوصاً، والخلل في الغدد الصماء وذلك في حالات نادرة، ولعوامل وراثية وذلك ليس سبب رئيسي، مبينة أخطار السمنة ومضاعفاتها، ومنها مرض القلب والموت المفاجئ، مرض السكري وارتفاع ضغط الدم، وأمراض المفاصل والأربطة، بالإضافة لأمراض جلدية ومشاكل في الإنجاب، لذلك ينصح كل بدين بتخفيف وزنه. وقدمت رئيسة قسم الروماتيزم والتأهيل والعلاج الطبيعي بالمستشفى الوطني نصائح لإنقاص الوزن، وذلك بتقليل الأكل بصورة صحية وبشكل تدريجي، وإتباع نظام غذائي باستشارة طبية، وتجنب الأخطاء والعادات السيئة في الغذاء، والإكثار من شرب المياه بمعدل 6 إلى 8 كؤوس يومياً، كما نصحت بأكل الخضروات الطازجة في حالات الجوع بين الوجبات، وتناول المشروبات بأي كمية لكن بدون سكر، ووزن الجسم كل أسبوع لملاحظة أي فرق والتنبه لذلك مبكراً. كما دعت في نصائح عامة لصحة الجسم وتجنب السمنة إلى ممارسة الأنشطة الرياضية، والمشي ساعة يومياً على الأقل مع التنفس بعمق، كما دعت إلى تناول وجبة العشاء قبل النوم بساعتين على الأقل، وتجنب أكل اللحوم المقلية والمحمرة والحرص على أكلها مسلوقة أو مشوية، كما حذرت من أكل الفطائر والمعجنات لأنها تحتوي على سعرات حرارية عالية جداً.