الاتحاد يتوج بلقب كأس الملك بالفوز على القادسية    لوران بلان يتوج بلقب ال17    «الداخلية»: غرامة 20 ألفاً لحاملي تأشيرات الزيارة بأنواعها في مكة والمشاعر    الهلال يفاوض ميلان لضم ثيو هيرنانديز    القبض على (5) أشخاص بمنطقة الجوف لترويجهم أقراصًا خاضعة لتنظيم التداول الطبي    المملكة توزّع 3.471 سلة غذائية في مديرية المدينة بمحافظة مأرب    نيابةً عن الملك... ولي العهد يشرّف نهائي كأس خادم الحرمين    «وقاء» يواصل أعماله الميدانية في منطقتي مكة والمدينة    ترمب يلمّح إلى تجدد التوترات التجارية مع الصين    ريال مدريد يتعاقد مع أرنولد من ليفربول لست سنوات    وزارة الإعلام تستعد لإقامة النسخة الثانية من "ملتقى إعلام الحج"    حضورٌ رائعٌ لسيرةِ الحج في نادي جازان الأدبي جازان    محمد بن علي آل رضي يُعيَّن نائبًا للأمين العام وعضوًا في مجلس إدارة المنظمة العربية للأسرة    ‏سماحة مفتي عام المملكة يشكر تعليم جازان    نافذة أمل جديدة تؤخّر السكري وتُعيد تعريف الطب الوقائي    علاج مناعي جديد يؤخر ظهور السكري    من بوابة ال PLAY-OFF.. الحزم يعود إلى روشن    ترقية الحكومي للمرتبة السابعة في بلدية وادي جازان    الدكتور أحمد علوش… قصة كفاح وسيرة أكاديمية ملهمة تجاوزت التحديات بالصبر والمعرفة    الرياض وجدة تتصدران حركة المسافرين    إمام المسجد النبوي يحث على اغتنام عشر ذي الحجة ويبيّن فضلها وعِظم شعائرها    ضيوف "خادم الحرمين الشريفين" يشيدون بجهود المملكة ويعبّرون عن شكرهم للقيادة الرشيدة    جمعية شفيعًا تحتفي بطلابها من ذوي الإعاقة في حفل قرآني مميز بمنتجع ديراب الريفي    وزير الداخلية ينقل تحيات القيادة لأهالي الطائف ويؤكد استمرار دعم التنمية والأمن في المحافظة    أمين الطائف يفتتح مخيماً مجهزاً في السيل الكبير لاستقبال وخدمة ضيوف الرحمن.    هند كيلاني تحصل على الدكتوراة في القيادة والسياسات التربوية من جامعة الملك خالد    منظمة التعاون الإسلامي تدين قرار الاحتلال الاسرائيلي إنشاء 22 مستوطنة استعمارية جديدة    جامعة الإمام تحتضن برنامج "موهبة" الإثرائي الأكاديمي 2025    استشهاد تسعة فلسطينيين في قصف الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة    روسيا تشن هجوما بمسيرات    عبدالعزيز بن سعود يلتقي نائب أمير منطقة مكة المكرمة وأعضاء اللجنة الدائمة للحج والعمرة بإمارة المنطقة    "التجارة": استمرار تقديم جميع الخدمات لجميع العملاء خلال إجازة عيد الأضحى المبارك    أمير القصيم يوجه باستمرار العمل خلال إجازة عيد الأضحى    اللجنة المنظمة لبطولة حائل للدرفت 2025 تختتم اجتماعها الأول    اليحيى: تدشين مبادرة طريق مكة في المالديف يجسد تاريخًا من التعاون    الأثر البيئي والاجتماعي والاقتصادي والصحي لانتشار قرود البابون على المجتمعات المحلية    شعبية الأهلي تتزايد في جازان وتبهر ملوك المدرجات    الدرعية هوية سعودية في قلب شنغهاي    أمير حائل يوجّه باستمرار العمل في الإمارة والمحافظات والمراكز خلال إجازة عيد الأضحى    أمير منطقة جازان يتفقد محافظة الحُرَّثْ    مستشفى خميس مشيط العام يُنفّذ عدداً من الفعاليات    شيخ شمل المخلاف يستقبل أعيان ومشايخ الخلاف    إعادة تعيين سعادة الأمين العام الأستاذة ديمة بنت يحيى اليحيى لقيادة منظمة التعاون الرقمي في مرحلة محورية تُركز على تعزيز مرونة الاقتصاد الرقمي والازدهار الاجتماعي    طلبة يقولون لبي بي سي: "نادمون" على التقديم لجامعات أمريكية بعد خطط إدارة ترامب بتعليق طلبات تأشيراتهم    تحذيرات من تفاقم المجاعة.. الأمم المتحدة: استمرار العدوان على غزة يخلف أضرارًا مروعة    تل أبيب تتوعد بحصار وجولات متتالية.. إسرائيل تصعد ضد الحوثيين وتقصف مطار صنعاء    موسكو تصر على "حياد كييف".. لافروف: جولة مفاوضات روسية – أوكرانية.. قريباً    "الداخلية: الالتزام بالأنظمة يحافظ على سلامة ضيوف الرحمن    أكد دعمه المتواصل لمبادرات رفع كفاءة خدمات الحجاج.. أمير المدينة يدشن أربع نقاط إسعافية جديدة    "التخصصات": 5,125 خريجاً من البورد السعودي    منظومة متكاملة لهيئة مكة المكرمة.. والرشيد: خطة تشغيلية لنقل 2.1 مليون حاج خلال أيام معدودة    يدعم إنتاج التقنية العالية.. إطلاق مركز التصنيع المتقدم في الرياض    التقي نائب أمير مكة ودشن عدداً من المشاريع.. وزير الداخلية: القيادة حريصة على تعزيز أمن وسلامة الحجاج    أزمة ثقة    مستشفى الدكتور سليمان الحبيب بالفيحاء في جدة يفتتح اليوم فعاليات المؤتمر الدولي للأمراض الجلدية    صمود الصحافة بوجه التحديات بالاندماج مع البدائل الرقمية    الدكتورة سميرة إسلام.. سيرة حياة حافلة بالعطاء والريادة العلمية    شَبَه الكتابة بالطبخ    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقوق العسكريين المتقاعدين ووزارة المالية
نشر في الرياض يوم 06 - 11 - 2013

العسكريون بجميع فئاتهم، ومختلف رتبهم، وتنوع اختصاصاتهم، من أبناء الوطن، هم العدة ليوم الحاجة، وبهم الأمل وفيهم الثقة بعد الله عز وجل. وفي نفس الوقت هم محل العناية والتقدير، والحرص الكبير، من خادم الحرمين الشريفين "أيده الله" القائد الأعلى لهم، ومن سمو ولي عهده الأمير سلمان "حفظه الله" ومن كل مسؤول مخلص لهذا الوطن، غيور على أمنه واستقراره.
واللافت في الأمر أنه في كل الدعاوى المقامة، كانت إجابة القطاعات العسكرية التي يتبع لها هؤلاء العسكريون، أنه لا مانع لديهم من احتساب هذه البدلات، إلا أن وزارة المالية ترفض ذلك
هذه مقدمة لا أظن منصفاً يخالفني عليها، فلست بحاجة للاستطراد فيها.
ومن أهمية ومكانة هذه الفئة العزيزة علينا جميعاً، تأتي أهمية موضوعي اليوم.
هذا الموضوع الذي أرجو أن ينال العناية اللائقة به من كل صاحب صلاحية، ومسؤول مشارك في صنع القرار.
إنه موضوع حقوق العسكريين المتقاعدين. وتناولي لهذا الموضوع يأتي لاعتبارات كثيرة أهمها وأولها حبي لوطني، الذي لا أستطيع فصله عن حبي لنفسي ولأولادي ولأهلي.
وحقوق العسكريين المتقاعدين كثيرة، وأرجو بإذن الله أن تكون كلها محفوظة مصانة، وليست محل نقاش أو إشكال؛ إلا في جزء منها، أصبح مصدر إشغال للقضاء، وإزعاج وتكدير لنفوس الكثير من العسكريين المتقاعدين الذين يضطرون للجوء إلى القضاء للمطالبة بتلك الحقوق.
وقد تكون معلومةً جديدةً على كثير من القراء، إذا ماعرفوا أن الدعاوى المنظورة حالياً في ديوان المظالم، المتعلقة بمطالبة العسكريين المتقاعدين بتلك الحقوق، تفوق آلاف القضايا. وأنه في الدائرة القضائية الفرعية المكونة من قاض واحد، يوجد عدد يفوق الألف قضية، فقط من هذا النوع من القضايا، فكيف بأنواع القضايا الأخرى؟!
وليس الإشكال الوحيد في هذا العدد الضخم من القضايا التي أثقلت كاهل القضاء، وأصبح مشغولاً بها عن التفرغ لغيرها من النزاعات، التي قد تحتاج في الفصل فيها إلى القضاء، بخلاف حقوق العسكريين التي يكفي الالتزام بصحيح النصوص النظامية لحماية هذه الحقوق، وعدم الحاجة فيها إلى أحكام قضائية؛ بل إن الإشكال الأهم هو في ما يحصل في هذه الحقوق من ممانعة وتعنت من قبل وزارة المالية، حال بين هؤلاء المتقاعدين وبين حقوقهم، وأحدث في نفوسهم الكثير من مشاعر الإحباط والشعور بالظلم.
وفي هذا المقال سأحاول استعراض هذه المشكلة من ناحية قانونية بحتة، وبطريقة موجزة، سعياً لإيصال صوت الآلاف من إخواننا العسكريين، سواء أكانوا المتقاعدين الذين يواجهون هذه المشكلة، أم من هم على رأس العمل ممن سيواجهونها بمجرد تقاعدهم.
لقد نصت المادة (122) من نظام خدمة الضباط الصادر بالمرسوم الملكي رقم (43) في 28/8/1393ه والمعدلة بموجب المرسوم الملكي رقم (37) في 28/4/1428ه على أن : " الضابط يعوض عن إجازاته الاعتيادية المتراكمة بعد انتهاء خدمته على أساس آخر راتب تقاضاه، مع جميع العلاوات والبدلات – عدا بدل التمثيل -.. " كما نصت المادة (154) منه على أنه : " يصرف للضابط ما يعادل راتبه الفعلي لثلاثة أشهر، في الحالات الآتية :.. 2/ الإحالة على التقاعد لبلوغه السن النظامية.. "
وفي نظام خدمة الأفراد، الصادر بالمرسوم الملكي رقم (9) في 24/3/1397ه نصت المادة (26) فقرة (ب/2/ب) المعدلة بالمرسوم الملكي رقم (37) في 28/4/1428ه على أن الفرد: " يعوض عن إجازاته السنوية المتراكمة بعد انتهاء خدمته.. على أساس آخر راتب تقاضاه، مع العلاوات والبدلات – عدا بدل التمثيل -.. " ونصت المادة (26/أ) منه على أنه: "يصرف للفرد عند انتهاء خدمته لسبب غير تأديبي، أو عند فصله بسبب الغياب، ما يعادل راتبه الفعلي لثلاثة أشهر.."
وتكمن المشكلة أنه عند تقاعد العسكري، ضابطاً كان أو فرداً، ترفض وزارة المالية أن يحتسب لهم بعض البدلات التي كانوا يحصلون عليها مع رواتبهم قبل التقاعد، لحجج ومبررات لا تتفق مع النص النظامي الصريح المشار إليه. ما اضطر الآف المتقاعدين إلى اللجوء لديوان المظالم للمطالبة بهذه الحقوق، وصدرت لهم آلاف الأحكام القضائية التي تثبت أحقيتهم بهذه البدلات التي يطالبون بها، إلا أن هذه الأحكام بقيت دون تنفيذ !!.
واللافت في الأمر أنه في كل الدعاوى المقامة، كانت إجابة القطاعات العسكرية التي يتبع لها هؤلاء العسكريون، أنه لا مانع لديهم من احتساب هذه البدلات، إلا أن وزارة المالية ترفض ذلك!! ثم إذا صدرت الأحكام كانت كثير من القطاعات العسكرية لا تعترض على الحكم، مما يؤكد بوضوح أن الجهة التي يتبع لها العسكري، تتفق مع القضاء على أن ذلك حق من حقوقه، لكن كان الإشكال في وزارة المالية !!.
وحين تزايدت أعداد الأحكام القضائية التي تصدر لصالح هؤلاء العسكريين، وأصبح ذلك يشكل حرجاً على وزارة المالية وضغطاً عليها، سعت لاستصدار قرار من مجلس الوزراء يدعم وجهة نظرها، فصدر قرار مجلس الوزراء رقم (195) في 16/6/1433ه متضمناً: أن البدلات والعلاوات التي تضاف إلى الراتب الأساس للضابط والفرد، عند تعويضهما عن إجازاتهما بعد نهاية الخدمة، مقصورة على البدلات والعلاوات الناشئة بموجب نظام خدمة الضباط ونظام خدمة الأفراد، وتعديلاتهما.."
وبالتالي فإن التفسير القانوني الصحيح لهذا القرار، هو أنه جاء مؤيداً لاجتهاد قضاء ديوان المظالم السابق، وأنه يجب احتساب البدلات التي يطالب بها العسكريون عند تعويضهم، والتي من أهمها علاوة مكافحة الإرهاب.
وقد أكدت أحكام ديوان المظالم السابقة على هذا القرار، أن الأمر الملكي الكريم رقم (90) في 7/3/1425ه نص على إحداث علاوة بمسمى (علاوة مكافحة الإرهاب) بنسبة 25% من الراتب.. وقد جاء في ديباجة الأمر الملكي أنه صدر بعد الاطلاع على نظام خدمة الضباط ونظام خدمة الأفراد، ما يثبت أن إحداث هذه العلاوة، كان تعديلاً للنظامين المذكورين، فينطبق عليه وصف قرار مجلس الوزراء آنف الذكر، وتكون هذه العلاوة مستحقة للعسكري عند تقاعده وتحتسب لأغراض تعويضه عن إجازاته وعن مكافأة نهاية الخدمة. ويلحظ هنا أن قرار مجلس الوزراء المذكور اقتصر على الحديث عن التعويض عن الإجازات ولم يتناول مكافأة نهاية الخدمة.
إلا أنه برغم صراحة ووضوح قرار مجلس الوزراء، وأنه لا يحتمل أي تفسير آخر غير ما سبق، فقد تراجعت الأحكام القضائية الأخيرة الصادرة في هذه المواضيع عما سبق تقريره من اجتهاد، وأصبحت تصدر باستبعاد احتساب علاوة مكافحة الإرهاب، بناءً على قرار صادر عن الدوائر المختصة باستئناف الأحكام الخاصة بهذه الدعاوى.
ولعل ضغط وزارة المالية كان هو السبب وراء هذا القرار.
ولكن يبقى أنه لا يجب التهاون بالتطبيق الصحيح للنظام، وأنه لا يجوز إغفال ما لهذا التعنت من أثر سيئ على نفوس العسكريين، الذين قد يذهب بهم الظن أن ذلك التصرف يعتبر نكراناً لجهودهم وإخلاصهم، وأنه لا يتفق مع حق الوفاء والتكريم الذي يجب أن يكفل لهم، سيما وأن بعضهم قضى ما يفوق ثلاثين سنةً في الخدمة، وأن البعض الآخر وصلوا إلى أعلى الرتب العسكرية، وأن بعضهم أفراد رواتبهم متدنية، وتشكل هذه النسبة من الراتب فرقاً كبيراً بالنسبة لهم، يساعدهم على ظروف الحياة. مع ما لذلك من أثر سيئ أيضاً على زملائهم الذين هم على رأس العمل، ويرون أن هذا ما سيحدث معهم.
كل هذه الاعتبارات، تدفعني لطرح هذه المشكلة، وكلي أمل أن تجد لها باباً مفتوحاً يتفهم هذا الأمر، ويتدخل لتصحيح الوضع الخاطئ، ويعيد الحق إلى نصابه، وفقاً لما قرره الاجتهاد القضائي السابق بوضوح.
ثم لا يفوتني هنا التأكيد، على أنه يعتبر وضعاً غير مستقيم، إلجاء الموظفين من مدنيين وعسكريين إلى رفع دعاوى تصل إلى الآلاف، للحصول على حقوق مقررة بموجب نصوص نظامية، إذ لو افترضنا أن هناك شبهةً في فهم وتفسير النص النظامي، لكان صدور حكم أو بضعة أحكام قضائية نهائية، كافياً لتقرير هذا الحق، وتفسير النص، وإزالة الاشتباه عنه، وكان واجب الجهات الحكومية تطبيق الاجتهاد القضائي على كل الحالات المماثلة، دون الحاجة إلى إشغال القضاء، وإغراقه بدعاوى معلومة نتيجتها، وليست سوى نسخة عن بعضها.
هذه خواطر يبعثها النصح والحب لوطني، آمل أن تجد من هو أنصح مني وأكثر حباً لهذا الوطن الذي يستحق منا الكثير.
وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وهو رب العرش الكريم سبحانه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.