في ظل تطور التنافس ما بين الفضائيات تعتبر تجربة تغطية مناسك الحج من التحديات المهمة للكثير من القنوات لإظهار الجوانب الاخرى لدورها الإعلامي في التفاعل مع الركن الخامس وجذب وتشويق المشاهدين لتغطيات روحانية عظيمة يتابعها مئات الملايين من المسلمين. وخلال الأيام الماضية ومن متابعتي لقناتنا الاولى وجدت ان أغلبية البرامج الخاصة بالحج عبارة عن إشادات تقليدية لوزارات تقوم بإنتاج هذه البرامج وتبثها من خلال التلفزيون وبصورة تقليدية لا تخرج عن إطار الإشادة بهذه الوزارة ووزيرها، وهذا الامر من وجهة نظري انتهى زمنه، فالحرفية الإعلامية مطلوبة وملامسة مطالب وتطلعات المشاهدين هي الأهم، خصوصا وأننا نعيش حاليا طفرة إعلامية غير مسبوقة خصوصا في مجال البث التلفزيوني. فالجوانب الروحانية للحج تحتاج لمئات التقارير التلفزيونية للغوص في أعماق الركن الخامس في الاسلام، فالاشادة بالجهود العظيمة لبلادنا في خدمة ضيوف الرحمن وتهيئة كافة سبل الراحة والعناية بهم، ليست مقصورة على لقاءات تلفزيونية اعتدنا عليها منذ اكثر من ثلاثين عاماً للأسف ولم يتغير التفكير رغم تغير الأشخاص الذين يعملون هذه اللقاءات التقليدية وغير المقنعة ومشوقة في وقتنا الحاضر..!! وانا هنا في انتظار ما ستقوم به قناتنا الاولى خصوصا خلال تغطيات موسم الحج والتي بدأت فعليا منذ يوم أمس(يوم التروية)، لان الزملاء في تلفزيونيا العزيز امام مهمة جديدة ليس لها عنوان الا تقديم رسائل إعلامية تجعلهم المحطة الاولى لمتابعي تغطيات الحج. وفي الوقت نفسه نتساءل وفي كل عام، كيف يمكن اختزال ما يبذل في خدمة ضيوف الرحمن من خلال تغطيات إعلامية موجزة ولأيام محدودة، شخصيا سبق لي ولا زالت إتاحة الفرصة الأكبر للمتخصصين بالبرامج الوثائقية، لإعداد وتصوير برامج بل حلقات عن هذه الرحلة الإيمانية العظيمة، فرغم ان هناك امراً من هذا القبيل ولكنه وبكل مصداقية لا يرقى لما هو متوقع مطلقا، فرمي الجمرات على سبيل المثال يحتاج للكثير من الوثائقيات وبقصص متنوعة، فالأمر ليس مجرد نقل لما يجري وإنما أحاسيس روحانية غاية في الأهمية. رحلة الحج مادة إعلامية مهمة، أعجبتني قناة العربية في تغطياتها خلال الأعوام الماضية، أعجبني الإعلاميون السعوديون خصوصا المبدعين لهذه التغطيات والوقت المخصص لها من جانب العربية، رغم الأحداث السياسية التي تشهدها منطقتنا، لذلك أؤكد ان تغطية الحج ليس أمرا اعتياديا، وإنما عمل إعلامي يجذب الملايين متى ما تم إعداده وتنفيذه بصورة متقنة وهذا هو المأمول، لمعايشة ضيوف الرحمن مناسك عبادتهم وايضاً لتكون هذه التغطيات رسائل للعالم للجهود التي يبذلها السعوديون وحكومتهم في خدمة الحجاج وكل عام وأنتم بخير.