أجمع مختصون في قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة على أهمية التخطيط المالي وما يحققه لهذه المنشآت من أهداف استراتيجية تمكنها من الاستمرارية وتنفيذ خططها وبرامجها المستقبلية وزيادة عائداتها المالية وضمان مساهمتها في دعم الاقتصاد الوطني. مؤكدين أن فشل العديد من مشاريع هذه المنشآت يرجع في المقام الأول إلى غياب التخطيط المالي الذي يعد الأساس لضبط كافة الأمور داخل المنشأة والدفع بها إلى النجاح وتحقيق العائد المجزي الذي يبلي تطلعات القائمين عليها. كما أوضحوا في محاضرة "التخطيط المالي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة " التي نظمتها غرفة الرياض ممثلة في مركز الرياض لتنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة وبالتعاون مع جمعية الاقتصاد السعودية مساء الإثنين الماضي، بمقر الغرفة أن التخطيط المالي يعتبر نشاطا مهما لأي منشأة وأن هدفه الأساسي هو تعظيم أرباحها المالية وتحقيق أهدافها التطويرية من خلال ضبط كافة أمورها المالية، وقالوا إنه ينبغي عدم الربط بين المصاريف الشخصية ومصاريف المنشأة موضحين أن هذا الخلط يتسبب في زيادة المصروفات التشغيلية حيث تكون خاتمة ذلك الفشل كما أشاروا إلى أن التمويل الشخصي يعد هو الأفضل لأنه يجنب المنشأة الكثير من تبعات والتزامات التمويل عن طريق القروض. وأكد حارث العمري عضو جمعية الاقتصاد السعودية، على أهمية الدور الذي يؤديه التخطيط المالي في النهوض بالمنشاة وضمان استمرارها وتحقيق أهدافها بعيدة وطويلة المدى موضحا أن غياب التخطيط المالي السليم يعني عكس ذلك تماما حيث يؤدي إلى فشل المنشأة أو المشروع. كما تطرق إلى الطرق والأساليب العلمية المتبعة في وضع الخطط المالية وما يجب مراعاته فيها كما تحدث عن القوائم المالية ودورها في المشاريع الصغيرة. وقال إن البيانات المالية للمنشأة تعد مهمة وهي تهم الملاك أصحاب المصلحة المباشرة والدولة وبعض الجهات الأخرى مبينا أن وجودها يعزز الثقة في المنشأة ويحدد توجهها ووضعها المالي، كما قدم شرحا لمفاهيم الإدارة المالية متحدثا في هذا الإطار عن القوائم المالية والتحليل المالي، كذلك تطرق للمفاهيم المحاسبية والقوائم التي قال إنها تقدم تلخيص للموقف المالي للمشروع كما تساعد على اختيار القرارات الإدارية السليمة. كما تحدث عن الميزانية العامة وقال إنها تقرير يعطي لمحة للموقف المالي للمشروع في لحظة معينة كما تحدث عن قائمة الدخل والتدفقات النقدية مقدما تعريفات حولهما، كما تطرق العمري إلى الحديث عن عملية تمويل المشاريع وقال إنها تتم إما عبر التمويل الذاتي أو الخارجي معتبرا أن التمويل الذاتي هو الأفضل لأنه يجنب صاحب المنشأة عددا من المخاطر. من جانبه أوضح الدكتور سلطان بن محمد الثعلي نائب رئيس جمعية الاقتصاد السعودية أن تنظيم هذه المحاضرات يهدف إلى زيادة الوعي وتثقيف أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالأمور المالية التي تساعدهم على إدارة منشآتهم وتمكنهم من تحقيق أهدافهم، وقال إن المنشآت الصغيرة والمتوسطة أصبحت تلعب دورا مهما في دعم الاقتصاد الوطني مما يستدعي توجيه المزيد من الاهتمام بها. من جهته بين نبيل السبيعي عضو مجلس مركز أمناء الرياض لتنمية الأعمال الصغيرة والمتوسطة، أن المحاضرة تهدف إلى زيادة معرفة أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة بالجوانب المالية التي تعينهم على إدارة الأمور المالية في مؤسساتهم.