وزير الداخلية يدشن عدداً من المشروعات الأمنية في القصيم    نائب أمير الشرقية يرعى حفل التخرج بجامعة الملك فيصل    انطلاق مؤتمر «السلامة والصحة المهنية».. اليوم    رئيس «الشورى» يرأس وفد المملكة في «البرلماني العربي»    القيادة تهنئ الرئيس البولندي بمناسبة ذكرى يوم الدستور لبلاده    سيطرة سعودية.. تعرف على جوائز الأفضل في دوري أبطال أسيا    الأهلي يحقق إنجازًا تاريخيًا ويتوج بأول نسخة لكأس «نخبة آسيا»    مبادرة طريق مكة تجمع (رفيقي الدرب) بمطار حضرة شاه الدولي بدكا    زئبق سام وعصابات بمشاريع تنقيب ذهب الأمازون    رسميًا.. السعودية تستضيف بطولة "كأس آسيا تحت 17 " حتى 2028    حسابات دون كلمات مرور    المناعة مرتبطة باضطرابات العقل    فوائد غير متوقعة للرياضة على مرضى السرطان    مكة المكرمة الأعلى هطولا للأمطار ب17.6 ملم    حرس الحدود يطلق وطن بلا مخالف في جازان    "الهيئة السعودية للسياحة" توقع مذكرة تفاهم لتقديم عروض وتجارب نوعية للزوار    الشلهوب يقود أول حصة تدريبية للهلال    أبو سراح يكرم داعمي أجاويد 3 بظهران الجنوب    "الغذاء والدواء" تُسخّر التقنيات الحديثة لرفع كفاءة أعمال التفتيش والرقابة في الحج    "المنافذ الجمركية" تسجل 3212 حالة ضبط خلال أسبوع    إحباط تهريب (176) كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في عسير    أوبك+: زيادة الإنتاج ب411 ألف برميل يوميا في يونيو    إلزامية تقديم البيان الجمركي مسبقا للبضائع الواردة عبر المنافذ البحرية    أنشيلوتي يُعلق بشأن مستقبله بين ريال مدريد والبرازيل    شجر الأراك في جازان.. فوائد طبية ومنافع اقتصادية جمة    أخضر رفع الأثقال يواصل تألقه ببطولة العالم للناشئين والشباب في البيرو    مجتمع تيك توك: بين الإبداع السريع والتمزق العميق    النور والعدالة أبطال فئتي الناشئين والبراعم في ختام بطولة المملكة للتايكوندو    مراكز الاقتراع تفتح أبوابها للتصويت في الانتخابات العامة بأستراليا    نجاح عملية جراحية معقدة لاستئصال ورم ضخم في كلية مسن ببريدة    الملحقيات الثقافية بين الواقع والمأمول    واقع الإعداد المسبق في صالة الحجاج    اللغة تبكي قتلاها    «اليدان المُصَلّيتان».. يا أبي !    جامعة جازان تحتفي بخريجاتها    مركز التحكيم الرياضي السعودي يستقبل طلاب القانون بجامعة الأمير سلطان    سجن بفرنسا يطلق عن طريق الخطأ سراح نزيل مدان بسبب تشابه الأسماء    جمعية خويد تختتم برنامج "محترف" بحفل نوعي يحتفي بالفنون الأدائية ويعزز الانتماء الثقافي    أميركا توافق على تزويد أوكرانيا بقطع غيار لمقاتلات أف-16 وتدريب طياريها    أمين الطائف يطلق برنامج الأمانة لموسم الحج الموسمية    قطاع ومستشفى المجاردة الصحي يُفعّل مبادرة "إمش 30"    ذخيرة الإنسان الأخيرة" يخطف الأضواء في الطائف    إمام المسجد الحرام: البلايا سنة إلهية وعلى المؤمن مواجهتها بالصبر والرضا    مغادرة أولى رحلات "طريق مكة" من إندونيسيا عبر مطار جاواندا الدولي إلى المملكة    "الراجحي" يحصل على الماجسير مع مرتبة الشرف    "العليان" يحتفي بتخرج نجله    أمير المدينة المنورة يرعى حفل تخريج الدفعة السابعة من طلاب وطالبات جامعة الأمير مقرن بن عبدالعزيز    الترجمة الذاتية.. مناصرة لغات وكشف هويات    في إلهامات الرؤية الوطنية    ذواتنا ومعضلة ثيسيوس    عدوان لا يتوقف وسلاح لا يُسلم.. لبنان بين فكّي إسرائيل و»حزب الله»    إطلاق 22 كائنًا فطريًا مهددًا بالانقراض في متنزه البيضاء    أمير تبوك: خدمة الحجاج والزائرين شرف عظيم ومسؤولية كبيرة    خلال جلسات الاستماع أمام محكمة العدل الدولية.. إندونيسيا وروسيا تفضحان الاحتلال.. وأمريكا تشكك في الأونروا    مدير الجوازات يستقبل أولى رحلات المستفيدين من «طريق مكة»    أمير تبوك يترأس اجتماع لجنة الحج بالمنطقة    أمير منطقة جازان يستقبل القنصل العام لجمهورية إثيوبيا بجدة    آل جابر يزور ويشيد بجهود جمعيه "سلام"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



لا تهمل أمراض طفلك المزمنة..!
تسببها عادات غذائية خاطئة.. وأغلبها «موروثة»
نشر في الرياض يوم 30 - 05 - 2013

تبدأ المجتمعات الحريصة على الارتقاء بمستوى صحة أفرادها بالأطفال، من خلال التركيز على نوعية الرعاية المقدمة لهم، والبيئة المحيطة بهم، حيث إنّ نمو الطفل وتطوره يحدده ما يتلقاه من اهتمام في مراحل الرضاعة الأولى، وتستمر معه طوال فترة طفولته حتى تتشكل شخصيته، وبنيته الجسمية والذهنية في المراحل المتقدمة، ويبقى في حاجة لرعاية الآخرين مع تطور في نوعية الرعاية المقدمة له كلما تقدم في عمره.
وبالنظر إلى الحالة الصحية للأطفال نجد أنفسنا قبالة أعداد متزايدة من الذين يصابون بأمراض مزمنة، تحتاج إلى المتابعة الطبية لفترات طويلة قد تمتد إلى طول العمر، ولها تبعاتها النفسية والاجتماعية التي تثقل كاهل المريض وأسرته، وتعرضهم لضغوط اجتماعية، خاصةً وأن الطب لم يستطع إيجاد العلاج الشافي تماماً لهذه الأمراض.
صعوبات متكررة
ويتعرض المصابون بأمراض مزمنة إلى أشكال مختلفة من الصعوبات التي تغير مجرى حياتهم، وتقيد مسار نشاطاتهم الاعتيادية، ولا تقتصر على الشخص المريض فحسب، بل تتعداه إلى مستويات أخرى تتسع دوائرها لتشمل من حوله؛ بسبب طول أمد الأمراض المزمنة، حيث إنّها قد تستمر مع المصاب طوال حياته، وحاجتها إلى العلاج والمتابعة الطبية المستمرة، إذ تتضاعف احتمالات حدوث أعراض مرضية طارئة، وتحرص الكثير من عائ
لات المرضى أن يحيطوا الموضوع بسرية؛ تحاشياً للوصمة الاجتماعية!، فالطفل لا يعي ما يجري من حوله في كثير من الأحيان، وهو يريد أن يعيش مثل باقي أصدقائه، يلعب، ويركض، ويذهب إلى المدرسة، ويأكل الحلوى، وهو أيضاً يكره الإبرة، ولا يحب الطبيب، ولا يطيق المكوث في مكان واحد.
تُعدُّ «حساسية الصدر» و»عسر الهضم» الأبرز والأكثر شيوعاً لدى الأطفال
أمراض الحساسية
وتعدّ «الحساسية» من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً بشكل عام وبين الأطفال بشكل خاص، والتي هي حالة من التغييرات الكيميائية التي تحدث نتيجة تعرض الجسم إلى مؤثرات خارجية أو داخلية، تؤدي إلى طفح جلدي، أو بثور، أو فقاقيع، أو تسلخات بالجلد، مصحوبة بالحكة أو بأعراض أخرى تعتمد على المكان الذي حدث به ذلك المؤثر.
استجابة للعلاج
وبيّن «أ.د.أسعد العسيري» -استشاري طب أطفال والمشرف على كرسي سمو الأمير عبد الله بن خالد لأبحاث حساسية القمح- يمكن أن تظهر حساسية القمح في أيّ مرحلة عمرية، حيث يمكن أن تكون على شكل إسهال مزمن أو إمساك يستمر لفترة قد تزيد على ثلاثة أسابيع، مع انتفاخ في البطن وقيء مستمر، لافتاً إلى أنَّ أعراض الحساسية قد لا تكون لها علاقة بالجهاز الهضمي، مثل: فقر الدم أو نقص الحديد الذي لا يستجيب للعلاج، إلى جانب القلق، والشحوب، والهزال.
الاستماع إلى الإرشادات الطبية يجعل طفلك يعيش سعيداً وبصحة جيدة
تحاليل طبية
وقال إنَّ عسر الهضم عند الطفل قد يكون ناجماً عن تحسسه من القمح أو الدقيق، مُشيراً إلى أنَّه على الأم عند ملاحظة ظهور أيٍّ من الأعراض على الطفل، فإنَّ عليها أن تذهب به لطبيب مختص في أمراض الجهاز الهضمي، الذي يُجري للطفل تحاليل على الدم لقياس نسبة «الهيموجلوبين»، وفي حال وجود أيّ خلل فإنَّه يتم اللجوء إلى أخذ خزعة من الأمعاء الدقيقة بالمنظار العلوي، حيث إنَّ ذلك من شأنه الكشف عن ضمور خلايا الامتصاص في الأمعاء الدقيقة؛ مما يكشف إصابة الطفل بعسر الهضم.
عناصر غذائية
وأضاف أنَّ عسر الهضم عند الأطفال يُعدُّ من الأمراض المزمنة التي تظل مع المريض طيلة حياته، مُوضحاً أنَّ علاج المريض يتمثَّل في الالتزام بِحِمية خالية من جميع منتجات القمح أو الدقيق، على أن يُستبدل بها دقيق الدخن أو الذرة، حيث إنَّ ذلك من شأنه أن يمنح الطفل المريض «الفيتامينات» التي يحتاج إليها جسمه، مُرجعاً القلق والاكتئاب الذي يظهر على الأطفال المصابين بالمرض إلى وجود الغازات ونقص بعض العناصر الغذائية.
مراعاة الحالة
وأشار إلى أنّ أسرة الطفل المصاب عليهم مراعاة حالته، والاهتمام بتغذيته، ومنعه من تناول المنتجات التي يتناولها الأطفال الأصحاء من أقرانه، وكذلك العمل على دمجه في الحياة الاجتماعية بشكل طبيعي وعدم إشعاره بالنقص؛ حتَّى لا يؤثر ذلك على شخصيته بشكل سلبي، إضافة إلى الالتزام بالحِمية الغذائية؛ حتى لا تتضاعف خطورة المرض وتتحول الحالة إلى قصر قامة دائم، وشحوب، وإسهال، والتهابات، وغيرها من الأمراض المزمنة.
الغذاء الصحي سبب في وقاية الطفل من المرض
الاكتشاف المبكر نصف العلاج..
د.عبدالمعين: مرضى السكر ضحية معلومات غير صحيحة وإعلانات كاذبة
بيّن "د.عبدالمعين عيد الأغا" -استاذ مشارك واستشاري طب الاطفال والغدد الصماء والسكري بجامعة الملك عبدالعزيز بجدة- أنّ السكري من الأمراض الشائعة التي يصاب بها الأطفال، وهو من الأمراض المزمنة إلاّ في حالات نادرة تكون مؤقتة، ويفرق طبياً بينهما بعمل تحليل "السكر التراكمي"، وكذلك وظائف البنكرياس، بفحص هرمون "الأنسولين" ومركب (c-peptide).
وقال: "ربما يبدأ منذ الولادة، وهو ما يسمى بسكر حديثي الولادة وهو نوع مختلف عن السكر النوع الأول، والذي يبدأ من عمر ستة أشهر فما فوق، ونوع السكري عند الأطفال مختلف تماماً عن الذي يصيب الكبار، ولكن في الفترة الأخيرة وبسبب انتشار البدانة لدى الأطفال بدأ النوع الثاني يصيبهم".
وأضاف أنّ زيادة التبول، وفقدان الوزن، وتغيّر المزاج، وزيادة العطش، وشرب الماء مع التعب والإجهاد؛ من الأعراض التي يجب أن يتبعها تشخيص السكري لدى الأطفال، مبيّناً أنّ عوامل بيئية مثل الالتهابات الفيروسية، ونقص فيتامين "د"، والرضاعة غير الطبيعية، والأطعمة التي تحتوي على مواد ملونة ومواد حافظة، ليس لها دور كبير في سكري الأطفال كما يعتقد الكثير من الناس، لافتاً إلى أنّ العلاج إما أن يكون عن طريق حقن الأنسولين تحت الجلد، أو عن طريق مضخة الإنسولين، ولا يوجد بديل آخر لذلك إلى هذه اللحظة.
وأشار إلى أنّ المشاعر التي تعاني منها الأسرة في بداية اكتشاف المرض تعد من أكثر الأوقات حرجاً وصعوبة، وتمر بمراحل الصدمة، فالإنكار، فالغضب، فالحزن والاكتئاب، فالخوف والقلق، ولكن حين يعرّفهم الطبيب أو المثقف الصحي بهوية هذا المرض ويساعدهم يخف الشعور، وقد يزول تماماً، ويبقى الشعور بالذنب الذي لا أساس له، إذ لا يمكن للأبوين وقاية أطفالهم من الإصابة بداء السكري.
وأضاف:"للأسف إلى الآن وعي المجتمع بالتعامل مع أطفال السكري مازال ضعيفاً، وذلك بسبب المعلومات غير الصحيحة التي تشاع بين الناس، وعلى سبيل المثال: (لا تعطي ولدك الأنسولين فيتعود عليه)، أو قولهم: (الحبوب والأعشاب هي نافعة للنوع الأول)، وكذلك الإعلانات الطبية المضللة، عن طريق تداول أخبار خير صحيحة حول نجاح زراعة الخلايا الجذعية في أحد المراكز، أو اكتشاف عقار جديد لمرض السكر في إحدى الدول، حتى أصبح مرضى السكر ضحية معلومات شائعة غير صحيحة وإعلانات طبية كاذبة؛ مما يثبت أنّهم ما زالوا بحاجة إلى وسائل توعية سليمة".
اللجوء إلى المختصين يساعد في السيطرة على الأمراض المزمنة
الأمراض المزمنة تهدد سلوكيات الأطفال..!
أظهر تقرير صادر عن «منظمة الصحة العالمية» أنَّ من بين(140.000.000) رضيع يولدون سنوياً هناك حوالي (4.000.000) طفل مصابين بإعاقات أو أمراض مزمنة، وحدَّدت المنظمة عام 2016م ليكون عاماً خالياً من الأمراض المزمنة للأطفال، غير أنَّ التقديرات تُظهر استحالة هذا الأمر، حيث يعاني الأطفال الذين يولدون مرضى أو يمرضون لاحقاً من استمرار أمراضهم وقلة التوعية المجتمعية بها.
وبيِّن تقرير «منظمة الصحة العالمية» أنَّ أبعاد المشكلة تتمثَّل في أنَّ (80%) من الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة تحدث في البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل، لافتاً إلى أنَّ هذه الوفيات تكون بأعداد متساوية بين الذكور والإناث، مبيّناً أنَّ الحل يكمن في التغلُّب على الخطر الذي تمثله الأمراض المزمنة عن طريق استخدام المعارف المتاحة، واتخاذ الإجراءات الشاملة المتكاملة بقيادة الحكومات، حيث إنَّها الوسيلة المُثلى لتحقيق النجاح.
ويعيش الطفل المصاب بمرض مزمن تجارب مؤلمة، وظروف نفسية صعبة أكثر من الأطفال الأصحاء، وقد يكون هؤلاء الأطفال في حالة من التوتر والانزعاج في بعض الأحيان، وقد تدوم حالة الانزعاج هذه وتستمر؛ مما يعني وجود عبء آخر على الطفل يجعله يعيش ظروفاً حياتيةً صعبة، وعندما يتم تشخيص الحالة المرضية للطفل فإنَّ الوالدين والطفل نفسه يدخلون في عملية صراع مع آثار هذا المرض، في طريق البحث عن العلاج، خاصةً أنَّ الطفل المصاب بالمرض لديه فرصة أقل لتعلم المهارات اليومية وتطوير اهتماماته وهواياته، كما أنَّ صعوبات التعلم شائعة أيضاً لدى هذه الفئة من الأطفال.
وقد يتخلَّف الطفل في الدراسة مع احتمال وجود مشكلة أو صعوبة معينة تعيق تعلّمه، لذا يجب أن تكون هناك اتصالات دورية ومنتظمة مع مرشد أو معلم الطفل؛ كما أنَّه قد يتولَّد لديه إحساس أنَّه مختلف عن أقرانه؛ بسبب المرض الذي لديه، فيؤدِّي ذلك به للانطواء والاكتئاب وكره الذات، وقد يكون الطفل محل انتقاد وسخرية الآخرين.
وقد يعتقد بعض الآباء أنَّ توفير الحماية الزائدة أوتلبية كافة الاحتياجات للطفل هو الأسلوب الصائب في التربية، بَيْدَ أنَّ الحقيقة غير ذلك؛ لأنَّه قد لا يتمكن بعدها من تقويم السلوك المضطرب والاخفاقات التي قد يعاني منها الطفل والتي تحد بشكل طبيعي من نموه ونضجه. وممَّا لاشكَ فيه أنَّ الحالة المرضية المزمنة أو الإعاقة التي يعاني منها الطفل قد تجعل الوالدين أو أفراد العائلة مُشوَّشين ومُجهدين نتيجة تعاملهم مع الأطباء والباحثين أو الأخصائيين، ويعيشون قلقين بصورة دائمة ودورية من أجل شفاء الطفل، وهذا يؤثر بدوره على أشقاء الطفل المصاب الذين يعانون الضغط النفسي والإهمال؛ بسبب التركيز على الطفل المريض، وقد تضطرب نشاطاتهم وأداؤهم في المدرسة بسبب ذلك.
وعلى الرغم من كون المرض المزمن مُعيقاً للفرد ومُسبِّباً لإجهاد وتعب العائلة، إلاَّ أنَّ الأطفال في معظم الحالات يتأقلمون ويتكيَّفون بشكل جيِّد ويتعايشون مع الحالة بشكل طبيعي، وهذا يقود إلى أنَّ أهم النصائح والإرشادات المطلوبة هنا تتمثَّل في أن يعيش الطفل وأفراد الأسرة حياة طبيعية قدر الإمكان، وأن يكون الوالد متفتحاً مع طفله ويصارحه بحقيقة صعوبات مرضه، وتقليل الممنوعات على الطفل كُلَّما أمكن ذلك، وكذلك مساعدة الطفل وتشجيعه على الاندماج مع أقرانه، وتشجيع الطفل على الاعتماد على نفسه قدر الإمكان، إضافةً إلى الاختلاط مع العائلات التي تُعاني من المشكلة ذاتها.
ويمكن القول إنَّه في حال كانت كل النصائح السابقة لم تُجد نفعاً، فإنَّ طلب المساعدة من المختصين والاختصاصيين الاجتماعيين والنفسيين يمكن أن يكون ممكناً ومقبولاً، كما أنَّ الوالدين اللذين يتفهمان حجم الاضطراب العاطفي الناتج من المرض على أفراد العائلة هم الذين يكتشفون المشكلة بشكل مبكر، ومن ثمَّ يكون تفادي ظهور مُشكلات أخرى أو مضاعفات أخرى أسهل لديهم من غيرهم.
راقب
وجبات طفلك..
ذكرت "أ.د.آمال محمد بدر الدين السناري" -استشارية أطفال وصحة عامة وتثقيف صحي- على أنَّ نسب الأطفال المصابين بحساسية الصدر تضاعفت مؤخراً عشرات المرات عن نسبتهم في السبعينيات من القرن الماضي، مُضيفةً أنَّ مرضى الحساسية من الأطفال في السبعينيات كانوا يُشكِّلون نسبة (10%) فقط، بينما بلغت النسبة هذه الأيام (90%)؛ بسبب ما طرأ على حياتنا من مُستجدات، من خلال التعليب، والتكرير، وإضافة المواد الحافظة للأغذية.
وقالت إنَّ إهمال الآباء علاج حالات الحساسية لدى أطفالهم بدعوى إمكانية تحسُّن الحالة مع مرور الوقت يؤدِّي إلى أن تتحوَّل الحساسية إلى مرض مزمن يؤثر على الطفل طيلة حياته، مُضيفةً أنَّ العديد من الآباء عندما يُحضرون أطفالهم إلى عيادات الأطباء يرغبون في الحصول على نتائج سريعة تحسم أمر المرض، مُشيرةً إلى أنَّ الأمر يحتاج إلى تشخيص حالة الطفل بتأنٍ، ومن ثمَّ فإنَّ الطفل بحاجة بعد ذلك إلى الانتظام في تناول العلاج وعدم تغيير الطبيب.
وأضافت أنَّ الوقاية من المرض تعتمد على جانبين داخلي وخارجي، مُضيفةً أنَّ الداخلي يبدأ منذ اليوم الأول لولادة الطفل، مُوضحةً أنَّ من حق الطفل أن يرضع رضاعة طبيعية منذ اليوم الأول؛ لتقوى مناعته ويبتعد عن أسباب الحساسية، لافتةً إلى أنَّ هناك قائمة كبيرة من الأطعمة التي تحتوي على مواد مسبِّبة للحساسية، حيث إنَّ على الآباء الانتباه لها وإيجاد بدائل طبيعية عنها، ومنها "البيض" و"الحليب ومنتجاته" و"الموز" و"المانجو" وكذلك "الفراولة و"المكسرات"، إضافةً إلى "المشروبات الغازية" و"الشيكولاته"، حيث إنَّها أطعمة تزيد من حساسية الأطفال الذين لديهم استعداد وراثي للحساسية، مُشدَّدة على ضرورة أن يعمل الآباء على الاستعاضة عنها بالشمس والخضراوات والفواكه الطازجة الأخرى، مُبيِّنةً أنَّ هناك مواد أخرى ضمن القائمة تختلف من طفل لآخر حسب الاستعداد الوراثي، مُنوِّهةً بأهمية عمل فحوصات ما قبل الزواج.
وأشارت إلى أنَّ هناك مواد كيميائية تُسبِّب الحساسية، مثل المنظفات والدخون والعطور والبخور، مُوضحةً أنَّها تؤدي إلى تهيُّج الحساسية الكامنة لدى الأطفال، مُشيرةً إلى أنَّ على الآباء الذهاب بأبنائهم إلى طبيب مختص في الأمراض الصدرية عند ملاحظة الأعراض التالية عليه، وهي السعال المستمر، وسعال منتصف الليل الجاف، والحرارة المرتفعة والرشح المستمر، مُشدِّدةً على ضرورة الاستمرار بالمراجعة عند الطبيب نفسه لأنَّ لديه السجل المرضي للطفل، كما أنَّه على معرفة بمواطن ضعف المرض وقوته، وبالتالي يستطيع التعامل مع الطفل بشكل أفضل.
ونصحت بعدم استخدام الدواء نفسه في كل مرة عند معاودة الأعراض للطفل؛ لأنه من الممكن أن تتشابه أعراض المرض مع أمراض أخرى لا يُجدي معها استخدام نفس العلاج، بل على العكس فإنَّها قد تضر به كثيراً.
وأضافت أنّه من الضروري الحد من خروج الطفل أثناء العواصف الترابية، وإذا لزم الأمر فإنَّ من الضروري وضع كمامة أو غترة مبللة على أنف وفم الطفل، مع الحرص على ألاَّ يصل البلل إلى صدره، إلى جانب التأكُّد من عدم وضع الطفل في أجواء متناقضة دفعة واحدة، مع عدم السماح له بتناول المثلجات، لافتةً إلى على عدم جدوى الركض وراء المعتقد السائد لدى البعض من أنَّ وضع الطفل في أجواء مُمرضة أو إطعامه طعاماً يُسبِّب الحساسية يمكن أن يُقوِّي مناعته، مُشيرةً إلى أنَّ ذلك تحديداً هو ما يؤدي إلى إضعاف مناعته.
قد يصاب الطفل بالاكتئاب لعدم تمكنه من تناول ما يأكله أقرانه
د.أسعد عسيري


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.